رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تلك القضية الفنية المجتمعية التى تمت إثارتها هذا الأسبوع عن صور «محمد رمضان» مع عدد من الإسرائيلين سواء مغنيا أو لاعب كرة أو رجل أعمال هى قضية مجتمع وثقافة وليست قضية سياسية بقدر ما هى تعبير ضمنى من المصريين عن رفضهم لأى علاقات فنية أو ثقافية مع الكيان الصهيونى وهنا لا نتحدث عن اليهود أو الديانة اليهودية، لأننا مجتمع يقدر ويعرف معنى التسامح ولأننا حضارة آلاف السنين ولأننا أرض الأنبياء والرسالات والرسل ولأننا نؤمن «بما أنزل عليك وما أنزل من قبلك» ولأننا أمة احتضنت «موسى» و«عيسى» و»آل البيت» النبوى ولأننا ولأننا... وما يتعلق بالمعاهدة والسلام والتطبيع فلقد كان لمصر السبق فى إدراك أهمية تلك الاتفاقية فى ذلك الوقت وأن ذلك الكيان الصهيونى هو كيان سياسى اقتصادى مدعم من أقوى دولة فى المجرة وأن العديد من الدول الأوروبية تسانده وتدعمه اقتصادياً، لأن العالم يخطط ويدبر لاستبدال المستعمرات القديمة باستعمار جديد يقوم على الغزو الاقتصادى والإعلامى والهيمنة عبر كيانات دولية واستثمارية تضمن له البقاء فى مركز السيطرة الاستعمارية دون الحاجة إلى نشر قوات وجنود وخسارة فى الأرواح وكل ما حدث فى الوطن العربى بداية من حرب «الخليج الأولى» فى 1991 إلى حرب «الخليج الثانية» فى 2003 ومقتل «صدام» ثم بدايات الربيع العربى فى «تونس» و«ليبيا» و«مصر» و«اليمن» و«سوريا» وتقسيم «السودان» وخلق «داعش» والإرهاب كل هذا كان نذير شؤم وتخطيطا شيطانيا لإعادة تشكيل الوطن العربى لتصبح إسرائيل القوة العسكرية والاقتصادية الأولى التى تهيمن على الوطن العربى من المحيط إلى الخليج ... والقضية الفلسطينية توارت واختفت بسبب شقاق وانشقاق داخلى بين السلطة ومنظمة «فتح» أو حركة «حماس» الإخوانية وتفرق الدم بين المصالح وضاعت القدس حين أعلنها «دونالد ترامب» عاصمة الدولة الإسرائيلية ولم يحرك أحد ساكناً، وأخيراً جاء التطبيع الاقتصادى والسياسى مع دول الخليج الضربة القاصمة والقاضية، ولكن أيضاً اتزمنا الصمت الرهيب ولم نسمع أى اعتراض أو شجب أو مقاطعة كما حدث مع مصر عام 1977 حين وقع «السادات» معاهدة السلام، فإذا بالعرب يقاطعون مصر وينقلون مقر «الجامعة العربية» ولكن اليوم غير البارحة والبلدان العربية مقطعة الأوصال تلملم جراحها وشتاتها وتعيد بناء أبنائها وتلم شمل مهاجريها وتضمد جراح الدواعش والحلفاء والأمريكان وجيوش المرتزقة وتنتظر فى رعب تدخلا إيرانيا أو تركيا ...

إنه عالم جديد فى معطياته وحدوده وتركيبته الاقتصادية ولكن مصر تظل مصر وشعبها يعرف ويعلم جيداً أن العدو هو من من يفتت ويدمر ويفجر كنيسة وجامعا ومنزلا فى ربوع مصر وهو أيضاً من يهدد أمن وسلامة سيناء وأرض الفيروز وليس أرض الميعاد لهؤلاء الصهاينة، لذا فإن جميع النقابات المهنية بما فيها نقابة المهن الفنية لا تطبع مع الكيان الصهيونى ولا تتبادل الاتفاقيات الثقافية والفنية ولا هناك رحلات مكوكية لفنانين مصريين ما بين «تل أبيب» و«القاهرة» وكلنا نعرف أن التطبيع السياسى أمر حتمى اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لأننا نريد السلام العادل ونريد بناء هذا الوطن ولن نحارب بالوكالة من أجل أى  شعب أو أى فصيل أو أى حركة وإنما نحن نحمى أرضنا وعرضنا وتاريخنا ومقدراتنا الحضارية وأن السياسة لها أهلها ولها قواعدها ولها بروتوكلاتها الخاصة ولكن الفن هو التعبير عن الواقع وعن النبض الحى للمواطن المصرى الذى يرفض أن يقبل من تلوثت يده بدماء إخوته وذويه فى عملية إرهابية أو ضرب كمين لجنود مصريين على أرض «سيناء» أو ذكرى شهيد من شهداء 1948 أو 1967 أو 1973 ... إن معانقة ومغازلة الصهاينة والإسرائليين ليست من بنود اتفاقية السلام والتطبيع السياسى مع «إسرائيل»... وأى تبرير دينى تدحضه معايير الإنسانية والبشرية التى جعلت الرسول يرفض أن يسلم ويقابل من أكلت كبد عمه «حمزة» وإن كان قد عفا عنها ومنحها وأباها الحماية حال دخوله مكة منتصراً وليس منهزماً مجبراً على قبول العدو والإذعان للمحتمل.

نعم نريد السلام ونقبل بالتطبيع لكن لا للمحبة والود والتبادل الثقافى والمجتمعى والإنسانى حتى يعود البيت لأصحابه ويرحل عنا هذا العدو اللعين.