مصر بين بقاء مرسى أو مصير الجزائر

تحت عنوان "مصر ووقت الحكمة في الشارع"، خصصت صحيفة (جارديان) البريطانية افتتاحيتها اليوم الاثنين للمظاهرات الحاشدة التي تجوب ميادين مصر ومطالبة بإسقاط الرئيس "محمد مرسي" بعد عام واحد فقط من انتخابه.
وقال كاتب الافتتاحية: المأساة التي يمكن أن يعاني منها كلا الجانبين الإسلاميين والمعارضة هو أن هناك معسكر ثالث، لا يظهر على الصورة وستكون الاضطرابات المدنية مكسبا بالنسبة له.
ويتكون هذا المعسكر من بقايا النظام القديم، الذين لم يبتعدوا بالفعل عن مجرى الأحداث ويعملون بنشاط من أجل انتهاز فرصتهم للعودة.
فلم يحكي أي كتاب عن الحكم الثوري أن بعد عامين من إسقاط الديكتاتور، يحق للدولة أن تنعم بالسلام، فبالنظر إلى مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في روسيا أو في مرحلة ما بعد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا فأصبح واضحا أن التحولات الديمقراطية مخلوقات ضعيفة وهشة، ويمكن أن تكون فريسة للحيوانات المفترسة الأقوى، ولذلك الرئيس مرسي كان لا يبالغ عندما قال لصحيفة الجارديان في المقابلة التي أجرها نهاية الاسبوع الماضي إن العام الأول من حكمه كرئيس لمصر كان "صعبا جدا".
وألقى الكاتب اللوم على بعض من هذه المشاكل على جماعة الإخوان المسلمين، فقد قامت بخطأين استراتيجيين ساهما في إغلاق الحوار بين المعسكرين وأدت إلى عودة الحشود لميدان التحرير.
الخطأ الأول: الدفع بالدستور الذي سمح بإقحام الدين بشكل أكبر في التشريعات المصرية، وقد تم ذلك من أجل توطيد العلاقات مع السلفيين، التي تدهورت العلاقات بين كلا الجانبين بعد بضعة أشهر.
والثاني الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في نوفمبر الماضي وأعطاه سلطات واسعة مؤقتة، وتخلى عنه فيما بعد وندم عليه.
ولكن لا يمكن أن نلتمس الأعذار للمعارضة أيضا، فبالرغم من شكواهم المتكررة من أن جماعة الإخوان قد أحكمت زمامها على جميع
وطالبت المعارضة بتحقيق تفويض ديمقراطي، إلا أنها رفضت المشاركة في الانتخابات لأنها تتوقع خسارتها، وأدعت فيما بعد أن مظاهراتها سلمية وغير عنيفة، ومع ذلك مع انطلاق المظاهرات، سقط قتلى وجرحى.
الحقيقة أن بعد عام من تولى مرسي منصبه، لم يقبل أى من الطرفين بشرعية الآخر.
ولفتت الصحيفة إلى أن مصر في خطر واضح حيث إن إسقاط رئيس منتخب ديمقراطيا في ظل الاضطرابات المدنية على نطاق واسع قد يجبر الجيش على التدخل، وبعض المتفائلين يرون أن حكم الجيش سوف يستمر لفترة وجيزة فقط حتى يتم إجراء انتخابات جديدة، ولكن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أنه إذا جاء الجيش إلى السلطة فسيبقي لفترة طويلة.
وختمت الصحيفة البريطانية افتتاحيتها قائلة: الأيام القادمة محورية، فقد يبقي مرسي في منصبه أو يمكن أن تصبح مصر مثل الجزائر بشكل كبير، فاستقرار الشرق الأوسط، الذي لا تمتلك فيه أمريكا وأوروبا تأثيرا كبيرا على الأحداث، يعتمد إلى حد كبير على استقرار مصر، فكلٍ من المنطقة والعالم ينتظرون ليروا ما الطريق الذي ستسلكه مصر.