عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كثيرا ما فكرت فيما يريده الإخوان من دعواتهم المتكررة لنشر الفوضى؟ ما تسعى إليه الجماعة الإرهابية فى تحريضها ودعمها لضرب الاستقرار؟ ما تستفيد منه على مستوى التنظيم وعلى مستوى الكوادر والقيادات من التشكيك الدائم فى السياسات والمشروعات والسعى لهدم مؤسسات الدولة وإعاقة أى تنمية؟ ما وراء كل هذا الغل والحقد تجاه العامة والمصريين العاديين وتجاه أى مشروع يصب فى الصالح العام؟!

كُنت أسأل نفسى عما تكسبه الجماعة من الهدم والخراب والضرر والانحطاط الذى تعمل عليه! ووجدت فى كتبهم وخطاباتهم وتصريحاتهم إجابة واضحة وبسيطة: مصر عدو، والمصريون أعداء لا فصال فى ذلك.

رغم أن أعضاء جماعة الإخوان يحملون صفة مصريين بالميلاد، وربما بالنشأة، وربما بالحياة سنين عددا على هذه الأرض، إلا أنها ليست وطنا لهم، ولن تكون. فطبقا لقناعاتهم الأساسية، فإن الوطن لديهم هو الإسلام بنسخته الإخوانية المصطنعة، وهذا وحده هو الوطن ولا سواه. ومفهوم الوطن الحقيقى لديهم هو كما قال سيد قطب، أحد كبار منظريهم «حفنة من التراب العفن»، أو كما ردد أحد مرشديهم السابقين «طُز فى مصر» و«المسلم الماليزى أقرب إلىّ من المصرى».

إن مفهوم الوطن يذوب تماما لدى الإخوان. يتلاشى، يغيب، وينعدم. لا يوجد أى اعتبار للوطن لديهم، وهو لا يستحق أن يموت أحد فى سبيله، وربما حتى لا يستحق لديهم أن يعيش أحد من أجله، لذا فإننا لا نعجب لعدم الاكتراث أو العناية فى زمن استيلائهم على السلطة بأسرار البلاد، بل ببيعها والتفريط فى أمن مصر القومى لصالح دول أخرى معادية وحاقدة، مقابل مكاسب شخصية.

ببساطة ووضوح، مصر بالنسبة إليهم عدو مستهدف. ومصر هنا تعنى مصر بمؤسساتها وهيئاتها ورجالها ونسائها ومسلميها وأقباطها وشعبها كله، بقيمه وتاريخه وثقافته وشخصيته ورؤاه وتصوراته.

مصر خطر عليهم، لأنها أثبتت أن قيم التسامح تعلو قيم التطرف، وأن المحبة تكسب التعصب وأن الثقافة والابداع تغلب. مصر نموذج اجتماعى مثير غير قابل لاستيعاب دولة دينية قروسطية، والمصريون شعب وسطى متآلف يرى التدين فى المعاملة الحسنة والعطاء وفعل الخير والأخلاق الحسنة، وليس فى القشور الزائفة.

إن مصر هى برهان خواء مشروعهم الانتهازى لسرقة الإسلام وتوظيفه لصالح دعوتهم. هى الدليل أن شخصية عمرها سبعة آلاف من السنين لا تهتز أمام فكرة مُدرس محدود الفكر، مُنعدم الموهبة، تحوم حوله الشبهات يُدعى حسن البنا. هى النماء الحق والإبداع المتجدد واللحاق الدائم بركب الحضارة وقطار المدنية الحديثة.

تلك أزمتهم الحقيقة. فضحتهم مصر. كشفت عوراتهم الفكرية، وأسقطت حججهم التاريخية. نسفت بحيويتها وفاعلية ونضج أبنائها مشروعهم الخاوى، الذى يناقض المشروع الوطنى المصرى الممتد عبر التاريخ بخطوات رشيدة. لقد واجهنا احتلالا متكررا ومتعاقبا على مدى التاريخ، لكن مصر استوعبت الغزاة، واحتلتهم، وحولت مشاريعهم لتُصبح جزءا من المشروع الوطنى المصرى، وليس أدل على ذلك من أن الإسكندر الأكبر عندما دخل مصر، زار معابد آمون لتقبله خادما للمصريين.

إن الناس لم تتجاوب مع دعوات التظاهر التى أطلقها الإخوان ومناصروهم قبل أيام، لأنهم يدركون تماما أن مثل هذه الدعوات التخريبية والهدامة تنطلق من أناس يحملون كراهية شديدة لكلمة «مصر». هم يزدردونها بغل، ويحسدونها بغيرة، ويشمتون فى أى مصاب عارض، ويحزنون لأى نجاح متحقق.

تدرك الأمة المصرية أن المشروع الوطنى أصلب وأقوى من أن تنخره سوس الفكر الإخوانى الساذج والكريه. فسلامٌ على الأمة المصرية.