رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

يحتضن تراب مصر اليوم جثمان رجل غال على الوطن، عزيز على أبناء مصر جميعًا، إنسان وطنى شريف عن اليد واللسان بعيد النظر يبنى ولا يهدم لم تأخذه الدنيا أبدًا بل كان يعمل لله والوطن فقط.. اليوم يوارى جثمان محمد فريد خميس التراب ولكن ستظل ذكراه عطرة واسمه يستوجب الحب والتقدير والاحترام.. إنه كالبصمة لن يتكرر وأنا ممن لا يجيدون التعامل مع ما أطلق عليهم «رجال الأعمال» والسبب أننى قمت بحملات صحفية تحت إشراف مباشر من أستاذنا العظيم والصحفى الكبير إبراهيم سعدة رحمه الله ضد ارتفاعات المبانى المخالفة والتعديات على الأراضى الزراعية والبناء عليها وتعديات نهر النيل وشاليهات طرح النهر والعوامات وما أدراك ما العوامات القابعة على قلب النيل الخالد، فكنت أرى «شلة رجال الأعمال» فى كل مخالفة تنير طريق الفساد إلا من رحم ربى أمثال المهندس محمد حسن درة رحمه الله ومحمد فريد خميس الذى يحتضنه تراب مصر اليوم ومحمود العربى أطال الله عمره وبارك فى أبنائه.. هؤلاء نمط خاص من المقاولين والبنائين وأولاد طلعت باشا حرب وعبود باشا.

أنا لا أقيم أحدًا ولا أهاجم أحدًا ولكن الحلال بين والحرام بين.. ولكل إنسان مسلكه واختياراته ومع الانفتاح دخل البرلمان التجارة ورجال الأعمال.. ولكن الفرسان الثلاثة درة وخميس والعربى كان لهم مسلك خاص، ولكل منهم فى رقبتى كتاب يتناول سيرتهم لتكن خريطة أمام الشباب والأبناء كل منهم دارس ومثقف ومتابع لكل ما حوله من بشر وحجر وأحداث ولا يتحدثون كثيرًا ولا نعرف عن حياتهم الخاصة إلا فيما ندر وربما أسماء أبنائهم فقط.. لم يكن لأى منهم شلة أو حوارات جانبية لأن لا وقت لديهم إلا للعمل والتواصل مع الغلابة وضحايا رجال أعمال الشهرة والسياسة والتعاملات الخفية، ومهما قلنا عن الفرسان الثلاثة فلن نوفيهم حقهم ولكن الله وحده الذى عنده العدل والعطاء.. لقد قدموا دنياهم مهرًا للجنة ورضا الله تعالى أولًا وأخيرًا.

ولم أكن قريبة من محمد فريد خميس ولكن أتابع نشاطه من خلال جلسات مجلس الشورى سابقًا ولجنة الصناعة التى رأسها لسنوات طويلة، كما كان يفكر فى إحياء كل ما تميزت به الصناعة المصرية.. وأذكر فى بداية الثمانينيات أنه أول منتج يدعم الأبحاث الجامعية، حيث موَّل رسائل ماجستير ودكتوراه لأساتذة بكلية الفنون التطبيقة لإحياء السجاد الفرعونى والإسلامى، فهو مصرى حتى النخاع معطاء لصالح الوطن لآخر ما يملكه.. وكانت حوارات معه قصيرة مفيدة، ودائمًا أسمع وأرى ما يبهج كل إنسان وكل مصرى عما يقدمه من عطاء أقله فرش المساجد والكنائس بالسجاد.. وأذكر يومًا كنت فى زيارة للوادى الجديد ومحافظها د. فاروق التلاوى رحمه الله وطلب منه أحد الوزراء الحاليين التوسط لدى فاعل خير لتبنى 100 يتيم أو عدد منهم لكثرة توافد الأيتام، فاتصل بالراحل فريد خميس، وإذا به يقدم تبنى وكفالة 1000 يتيم من يوم المكالمة حتى تخرجهم.. وصفق طالب الخير ودعا له.. وعدت وقابلته بمجلس الشورى وشكرته ورفض كتابة خبر عن هذا تمامًا وقال لى لقد استمعت للمكالمة بصفة شخصية وعشمى كبير ألا تنشرى ذلك وقد كان..

فى العام الماضى أديت فريضة الحج وبهرنا جميعًا إنتاج النساجون الشرقيون فى «المتحف» بأحد المولات وليت كل المصريين سمعوا ما سمعنا ورأينا عن محمد فريد خميس وإنجازاته.. وسمعة مصر التى قدمها وسعى إليها وعاش لها وبها محمد فريد خميس عليه رحمة الله.

رحم الله فريد خميس وكل من مات وأعطى لمصر وشعبها وهدى من بقى..