رؤى
بعد اتفاقية السلام التى عقدت مع دولتى الإمارات والبحرين هل ستلغى الحكومة الإسرائيلية القانون الذى أجازته منذ شهور لتقنين العنصرية، والعمل على شطب عرب 1948 من قوانين الدولة اليهودية؟، هل الاعتراف المتبادل بين العرب والكيان الإسرائيلى سوف يدفعه إلى الاعتراف بحقوق عرب 1948؟، هل نترقب من الحكومة الإسرائيلية إلغاء قانون «أبارتيد» العنصرى؟.
قبل شهور مررت حكومة نتنياهو قانونا يشطب عرب 48 من قائمة الحقوق المدنية داخل الدولة الإسرائيلية، ويومها وقف الأعضاء العرب فى الكنيست محتجين وهم يرددون كلمة « أبارتيد».
وكلمة أبارتيد أو أبارتهيد Apartheid ليست عبرية ولا إنجليزية، ولا فرنسية، ولا روسية، ولا صينية، دخلت إلى القاموس لأول مرة عام 1917، على لسان مواطن هولندى استوطنت أسرته جنوب إفريقيا، اسمه « جان كريستيان سماتس»، كان والد جان من البيض الذين جاءوا مع الاحتلال الإنجليزى لجنوب إفريقيا، وكان يمتلك مزرعة كبيرة، يعمل فيها العشرات من الإفريقيين، وقد درس جان الحقوق فى بريطانيا، وتولى رئاسة حكومة جنوب إفريقيا عام 1919.
فى عام 1948 تم العمل بكلمة « أبارتيد» على أرض الواقع، حيث تولت أول حكومة عنصرية فى جنوب إفريقيا، جميعها من البيض، وسنت القوانين التى تكرس للفصل العنصرى بين البيض والسود، وقامت بإقصاء أبناء البلاد الأصليين عن المشاركة السياسية، كما حرموهم من جميع حقوقهم المدنية، وسنوا القوانين التى تمنح السيادة والأفضلية للبيض، ويعد الزعيم نيلسون مانديلا أهم شخصية عالمية حاربت الأبارتيد أو العنصرية، فقد قاوم النظام العنصرى فى بلاده لسنوات، وألقى فى السجن لمدة 27 سنة، وفى عام 1990 ترأس الحكومة البيضاء «فردريك دى كلارك» الذى أعلن فشل سياسة الأبارتيد. وألغى جميع قوانين الأبارتيد العنصرية التى تفرق بين المواطن الأبيض والمواطن الأسود. وأطلق سراح نيلسون مانديلا، وتولى نيلسون عام 1994 حكم البلاد، وكان أول رئيس أسود يحكم جنوب إفريقيا.
قانون الدولة اليهودية الذى كرس لنظام الأبارتيد العنصرى، يخالف الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، الصادر عام 1948، كما أنه يخالف الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1965، والتى عرفت التمييز العنصرى بأنه «: أى تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومى أو الاثنى ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، على قدم المساواة، فى الميدان السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى أو فى أى ميدان آخر من ميادين الحياة العامة».
هل بعد مبادرة الإمارات والبحرين سوف تلغى إسرائيل القوانين العنصرية وتعترف بحقوق عرب 48؟.