رؤى
الأموات وحدهم هم الذين لا يشعرون بالخوف، الخوف إحساس عام يشعر به الإنسان والحيوان، البعض ربط إحساس الخوف بالموت وبالألم، المجهول دائمًا يثير الخوف والقلق، ليس لأنه مجهول، بل لأنك لم تعرفه، ولم تختبره بعد، ولا تعرف إن كان خطرًا على جسدك أم على حياتك، إن كان مؤلمًا أم مميتًا.
درجة ونوعية الخوف تختلف من شخص إلى آخر، والخوف يزرع فى الإنسان بالتربية، ويكتسب من الخبرة، ما يخاف منه والداك والمحيطون بك بالضرورة برعبك، كان من الظلام، بعض الحيوانات، بعض القوارض والزواحف، واعراض الخوف كثيرة ويشترك فى بعضها الإنسان والحيوان، الارتباك، الارتعاش، والعرق الشديد، سرعة ضربات القلب، القفز، التقهقر، الجرى..
فى الأنظمة الديكتاتورية يعيش المواطن خائفًا ومتوترًا وحذرًا وقلقًا، يتجنب كل ما قد يترتب عليه ألم أو وجع أو إهانة أو تقييد حرية، وأغلب المواطنين الذين يعيشون فى أوطان مقيدة وضيقة يصابون بأمراض الخوف: السكرى، وارتفاع فى ضغط الدم، والقلب، وبعضهم يصاب بأمراض نفسية.
البعض يستمتع بإحساس الخوف، يلتمسه ويتحسسه، ويفكر دائمًا فى انتاج انواع ترعبه، ما نجهله يخيفنا، وما يترتب عليه وجع أو آلام بالطبع نخاف منه ونحاول تجنبه، غير المتعلم يتخيل مخاوفه، والمثقف يخلق مخاوفه، البيئة والعادات والثقافة والحياة الاجتماعية والتربية والمهنة تخلق نوعيات من الخوف.
زمان قالوا لنا: من خاف سلم، وقد خفنا، وحاولنا أن نبلغ السلامة، ولكن للأسف ليس كل ما يقال صحيحًا، ولا كل ما نسمعه صادقًا، كثير منا خاف ومات من الخوف، وكثير منا خاف وتألم بسبب خوفه، الخوف مجرد احساس يقفز إلى ذهنك ويظهر على ملامحك: الشحوب، العرق، الارتعاش، سرعة ضربات القلب، القفز، الجرى، الوقوع، الجلوس.
عندما تواجه الخوف تدرك أنك فى حالة أو لحظة خوف، وعندما يطلبون منك تعريف ما شعرت به، تقول: خفت، لا أحد منا يمتلك تعريفا منضبطا محكما لهذا الخوف، فقط هو مجرد احساس ينتابنا فى حالات وظروف خاصة وعامة ترتبط بالبيئة، والثقافة، والعادات، والجغرافية، والتربية، ونظام الحكم، والعقيدة، والمذهب والملة، ما هو: خاف وانت تعرف.