رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

حقاً وليس قولاً "أن الدنيا مهد الجنة" وأن للشهيد رؤى وبصيرة لا تتوافر لغيره..  وأن الشهيد لا يستحق مكانته إلا بثقة فى الله عز وجل، وبأن الحق والعدل لدى الله فقط  وكثيراً ما تضيق بهما الدنيا..إن عدالة السماء هى الملاذ والضمان لمن ترك الدنيا وترك معها ذرية ضعافًا خاف عليها..

ننعى الأطباء الآن كشهداء، ومع رحيل كل طبيب شهيد نؤكد أننا سوف ننظر إليهم  كإعلام نظرة أكثر عدلاً وتقديرًا ولكن يبدو أننا ننسى أو نتناسى أو تلهنا الدنيا.. أن الشهيد لا يحتاج من البشر شيئًا وإنما يستودعنا تاركا لنا فلذة كبده أطفاله الصغار الذين لم يفرح بهم ولم يعالجهم بل قد ينساهم كثيرا من الوقت من أجلنا نحن، وفجأة يموت هو ونلهو نحن ونترك أولاده.. كان د. أحمد ماضى طبيب الأمراض الصدرية بالإسكندرية يملأ الدنيا بعطائه وعلمه وأدبه وحنانه على المرضى، وكم عالج مرضي الفيروس اللعين «كورونا» وفجأة افترسه المرض وعاش المحنة ، وأصعب شيء ان الطبيب حين يمرض  يعى تماماً طبيعة مرضه ويرصد تصاعده مع الزمن وطقوس الموت «بكورونا» هو الحرمان من  الغالى والعزيز من الأبناء والزوجة فلا يراهم المريض ولا يسمع منهم قبل وفاته فيتضاعف ألم المرض وقسوته مع علم الطبيب تماما بما سيحدث لحظة بلحظة.. شعور صعب لا يتحمله إلا شهيد سوف يرزق ويحيا فى السماء.. ولا أحب التكرار ولكن أعيد نشر رسالة السماء التى أرسلها و كانت آخر «روشتة» يكتبها د. أحمد ماضى عليه رحمة الله كل من يملك قلباً وعقلاً لنمارس جميعا دورنا فى رعاية أبناء الأطباء الشهداء..

يقول  د. أحمد ماضي» أنا راقد على سريرى بالعناية  المركزة أكافح كى أتنفس الهواء بصعوبة وأعانى من ألم رهيب ينهش كل قطعة من جسدى الذى لم يبق فيه شيء غير متصل بأنابيب وخراطيم.. أراقب نظرات زملائى الأطباء والتمريض بين الخوف والرجاء وتحركاتهم السريعة والمضطربة لتجهيز جهاز التنفس الصناعى لهبوط حاد فى نسبة الأوكسجين بالدم، معلنا فشل التنفس الربانى وبداية طريق أعلم نهايته المحتومة طالما شهدته وأنا الطبيب المسئول عن علاج هذا المرض اللعين وأرى نهايته الآن بوضوح.. ومنذ أيام ودعت زميلا لى كان يرقد على بعد خطوات منى وسيبقى الى ما أنا ذاهب اليه الآن! لست والله خائنا فأنا أشهد الله بأننى لم أقصر فى أداء الواجب وتحمل  الأمانة  وأرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعل عملنا ومرضنا هذا فى ميزان حسناتنا يوم نلقاه، وكل ما أرجو ان حانت لحظة الفراق ان يتكفل الله برعايته وحفظه أسرتى وأطفالى الذين افتقدهم بشدة ويعتصر  قلبى فراقهم.. وصيتي إليك يا الله أطفالى الذين لم أفرح بهم.. استودعك يا الله هؤلاء الأطفال الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بك وأن تذكرنى أخوتى بكل جميل ولا  تنسونى بصالح دعائكم» توقيع أحمد ماضي.

والآن أسأل كل مواطن مصرى ماذا أنت فاعل لأبناء شهداء الأطباء؟ د. ماضى فقد فينا الأمل واتجه لله عز وجل وكله ثقة فى عطائه وعدله فماذا نحن فاعلون ولأبنائه وأبناء الشهداء مقدمون»

رحم الله من مات وهدى من بقي..