رؤى
لماذا لا تبيع الحكومة المياه العذبة لأصحاب الفيلات والقصور بسعر التكلفة؟، ولماذا لا تلزم القرى السياحية ببناء محطات تحلية؟.
حصة مصر من المياه 55.5 مليار متر مكعب سنويا، خصصت لمصر بموجب اتفاقية 1959، وكان تعداد سكانها 20 مليون نسمة، مر على الاتفاقية 61 سنة، وصل تعداد سكان مصر خلال هذه السنوات 100 مليون نسمة، بزيادة 500%، ولم تعد حصة المياه تكفى كل هذه الأعداد، وبلغ العجز المائى حوالى 25 مليار ويقال 30 مليار متر مكعب، لكى نسد احتياجات البلاد من مياه الشرب، والزراعة، الصناعة.
اليوم الحكومة تتوسع فى بناء المدن الجديدة على امتداد الوطن، وتخطط للتوسع فى استصلاح الأراضى الزراعية، واقامة مزارع تسمين للماشية والداوجن، وانشاء قاعدة صناعية مستدامة، وجميع هذه المشروعات تحتاج مياها، لهذا وضعت خطة مستقبلية لتوفير مياه عذبة للشرب والزراعة والصناعة، بإقامة محطات لتحلية مياه البحر فى المحافظات الساحلية مرسى مطروح، شمال وجنوب سيناء، البحر الأحمر، وبورسعيد، والإسماعلية، وأيضا الدقهلية، ومحطات لتحسين مياه الجوفية بمحافظة الوادى الجديد، ومحطات لمعالجة مياه الصرف للزراعة والصناعة.
هذه المشروعات ستكلف الدولة، حسب بعض التقارير، حوالى 50 مليار دولار، وسمعت من المستشار نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء فى احدى مداخلاته للفضائيات، أن تكلفة متر المياه المحلاة يقدر بـ 14 جنيها، ومن الصعب بل من المستحيل بيع متر المياه للمواطن بهذا السعر، لذا تدعم الحكومة متر المياه لكى توفره للمواطن بسعر مناسب، وهذا بالطبع جهد محمود، لكن السؤال الذى يجب ان يطرح فى هذا السياق هو: من هذا المواطن الذى يجب دعم المياه من أجله؟، هل يدعم الغنى والمتوسط والفقر والمعدم؟، هل يباع المتر للذين يقيمون فى الفيلات والقصور والمزارع بالسعر الذى يباع به لمن يسكن فى الأحياء والقرى؟.
الحكومة يجب أن تفكر بشكل جاد فى ترشيد الدعم، وتعمل وبشكل سريع على بيع المياه إلى الفئات القادرة، أضعف الإيمان، بسعر التكلفة، هذه الفئات، بفضل الله، تشرب المياه المعدنية، وتستهلك المياه المحلاة بإسراف فى حدائق الفلل والقصور والشاليهات، وفى ملء حمامات السباحة، الشيء نفسه يجرى فى القرى السياحية الممتدة على السواحل وعلى الطرق الصحراوية.
المفترض ألا تمد الحكومة هذه القرى بمياه النيل، وتلزم أصحاب القرى الاشتراك فى بناء محطات تحلية لسد احتياجاتهم، أو أن تقوم الحكومة ببنائها وبيع المتر بسعر يتناسب والتكلفة والصيانة ومرتبات العاملين بالمحطة وقطع الغيار، على أن تميز بين سعر المياه المستخدمة داخل الفيلا والقصر والشاليهات، والمياه التى تستهلك فى زراعة الحدائق وملء حمامات السباحة.