رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

قبل أكثر من 40 سنة رفعنا شعار لا للتطبيع، والتزمت به بعض البلدان والشعوب العربية، بهدف الضغط على الكيان الصهيونى ومحاصرته وإجباره على الخروج من الأراضى المحتلة عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

 خلال هذه السنوات تغيرت الملامح الاقتصادية والثقافية والسياسية، حتى على مستوى الجغرافي في الأراضي المحتلة، وقد أحدثت هذه المتغيرات مفاهيم ومسميات وسياسات وأوضاعًا جديدة جاءت جميعها لصالح الكيان الصهيونى.

واللافت بعد مرور كل هذه السنوات أن حكومات الكيان الصهيوني لم تهتم بالجلوس على موائد التفاوض التي نفرشها لها مرارا وتكرارا، كما أن الكيان الصهيوني حقق مكاسب سياسية واقتصادية ونفسية أكثر بكثير من فتح علاقات مع الدول صاحبة الشعار.

وللانصاف لعبت الإدارة الأمريكية دورا كبيرا لضرب هذا الشعار وفك الحصار عن الكيان الصهيونى، فقامت بمساعدة بعض البلدان الأوروبية على تفكيك البلدان العربية، فأدخلت الشعوب العربية فى صراعات وانقسامات وقتال وأزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية، مثل العراق واليمن وليبيا، ونجحت فى تفكيك أغلب بلدان الطوق وشغلها بأزماتها الداخلية عن تحرير أراضيها المحتلة أو تكوين جيوش قوية قادرة على المواجهة، وغير خفى ما يحدث فى سوريا، والانقسام الفلسطينى والمحاصصات والصراعات فى لبنان، والجماعات المتطرفة فى مصر والأردن.

فى الوقت نفسه عمل الكيان الصهيونى على تغيير خريطة الأراضى المحتلة على أرض الواقع، ببناء المستوطنات، وضم القرى، ومحو خريطة فلسطين التى حبرناها فى عام 1967، والضغط على الفلسطينيين وتشجيع انقسامهم، وطرح مفاهيم ومصطلحات جديدة تكرس للاحتلال والضم، فبعد أن كانت عاصمة فلسطين هى القدس، أصبحت مع الأيام القدس الشرقية، وصارت فيما بعد أبوديس.

بدون شك بعد مرور 40 سنة من رفع سلاح لا للتطبيع المشهد فى البلدان العربية لم يعد يسر عدوا ولا حبيبا، لهذا يجب أن نتوقف ونفكر ونعيد النظر فى الشعار الذى رفعناه قبل سنوات طويلة، ليس بهدف إلغائه وفتح التطبيع على مصراعيه، بل فى آليته التى تتناسب والوضع العربى الراهن، من المستبعد بل أصبح من المستحيل تفكير سوريا المتصارعة والمحتلة والمنقسمة فى تحرير الجولان غدا أو خلال عدة سنوات قادمة، كذلك لبنان فلن يقدر بحالته الراهنة على تحرير مزارع شبعا المحتلة، وفلسطين المنقسمة إلى دولتين وحكومتين كيف لها أن تواجه المحتل أو حتى الدخول فى مفاوضات لاسترداد الأرض المحتلة.

لقد سبق وكتبت هنا عدة مقالات عن سلاح التطبيع، وطالبت فيها بفتح هذه الملف بعيدا عن الحساسيات والنعرات السياسية والشعوبية، واليوم أكرر الدعوة لاعادة النظر فى قوة وفاعلية وتوقيت وأهداف: لا للتطبيع.

 

[email protected]