رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

صعبت علىّ نفسي، كمصرى وأنا أتابع واقعة الاعتداء على الشاب فى الكويت.. وشعرت بألم فى صدري، لما رأيت جنازة الرجلين اللذين اغتيلا غدرا فى السعودية.. مع أن مثل هذه الوقائع، وأفظع منها، تحدث كثيرا داخل مصر.. وهذه حقيقة لا ننكرها، مثلما تحدث أيضا بين الشعوب الأخرى المهاجرة فى بلاد كثيرة.. بل وبين أفراد الشعب الواحد.. وهى من طبائع البشر، فنحن فى الحياة وليس فى الجنة، ولكن المصرى باستمرار لديه حساسية شديدة فى علاقته مع الآخرين.. لأنه يشعر دائما أنه الأول فى العالم، أو كان الأول، ولم يعد.. وهذا مصدر حزنه الحقيقى وليس بسبب هذه الحادثة أو تلك!

وأن تكون الأول.. ليست ميزة طوال الوقت، فهى عبء، ومسؤولية كبيرة، حيث لابد أن تكون دائما الأول فى كل شيء.. وتلك مهمة صعبة بل مستحيلة لأنها تحتاج إلى أجيال تستطيع أن تتحمل مسؤولياتها ليظل هذا البلد فى المقدمة.. والاجيال تختلف من عصر إلى عصر، ومن حقبة إلى أخرى، باختلاف مستويات العلم والتعليم.. والاقتصاد والسياسة.. والقيادة!

ومنذ فترة وقع بين يدىّ كتاب فى غاية الأهمية.. وكذلك الجمال والبساطة، واهميته لما يحتوى من كنز حقيقي، وموثق من المعلومات.. ولا أعرف كيف ولماذا تجهله وزارة التربية والتعليم؟!.. والكتاب هو « المجمل فى التاريخ المصري» من تأليف نخبة من العلماء المصريين من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول، القاهرة حاليًا، وكان وقتها وزير المعارف الدكتور محمد حسين هيكل باشا (1888م–1956م) الأديب الكبير ومن مؤلفاته حياة محمد، حياة أبو بكر، حياة الفاروق، حياة عثمان، وصاحب أول رواية مصرية وعربية « زينب» التى تحولت لأول فيلم صامت بمصر.

وكتاب «المجمل فى التاريخ المصرى» يتكون من ثلاثة أبواب: الأول عن مصر القديمة، منذ أقدم العصور حتى الفتح العربي، والثانى عن مصر الإسلامية، من الفتح العربى إلى الفتح العثماني، والثالث مصر الحديثة، عن تاريخ مصر فى العهد العثماني. والكتاب صدر عن شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بمصر عام 1942. وقد تصدر اسم « حسن إبراهيم حسن» (1892- 1968) كناشر، ويبدو أنه كان المنسق لجمع وتصنيف أبواب الكتاب، وهو من المؤرخين المصريين الكبار، المتخصص بالتاريخ الإسلامي، صاحب كتاب تاريخ الإسلام السياسى والدينى والثقافى والاجتماعي. ومعروف أنه مؤرخ واسع الاطلاع حسن الترتيب وافر الإنتاج أثرى المكتبة العربية بكنوز كثيرة، وكان مديرا لجامعة أسيوط، واشتغل أستاذا للتاريخ والحضارة العربية الإسلامية فى عدد من الجامعات العربية والعالمية، وحاصل على الدكتوراه من انجلترا عام 1920.

أما الباب الأول من الكتاب « المجمل فى التاريخ المصري» عن مصر القديمة، منذ أقدم العصور حتى الفتح العربي، فقد شارك فى تأليفه ثلاثة من كبار العلماء المصريين وهم الدكتور سليمان أحمد حزين، ( 1909م–1999م.) وهو مؤسس جامعة أسيوط عام 1955، وكان أول رئيس لها، كما شغل منصب وزير الثقافة، ثم اختير رئيسا للاتحاد الجغرافى العربي، وقد أنشأ المعهد الثقافى المصرى بلندن عام 1943م، وكذلك هيئة اليونسكو بلندن وباريس عام 1944م، وأسس قسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1947م، كما أنشأ المركز المصرى للثقافة العربية والإسلامية فى مدريد عام 1950م. والدكتور عبدالمنعم أبوبكر وهو من المؤرخين المتخصصين فى التاريخ المصرى القديم وصاحب أقدم كتاب عن اخناتون. والجزء الثالث فى هذا الباب وضعه الدكتور العلامة دكتور إبراهيم نصحى قاسم (1907 – 2006م) وهو مؤرخ مصرى متخصص فى تاريخ اليونان والرومان، ورئيس سابق للجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

(للكلام بقية)

[email protected]