رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ترامب هو الذى أوقع نفسه فى المصيدة بغوغائيته ورعونته واعتقاده أن بإمكانه أن يفعل المستحيل، وبالتالى لا يمكن التنبؤ بخطواته المقبلة. من أجل ذلك بات مهددا بإمكانية سقوطه عن عرش البيت الأبيض فيما إذا تمت هزيمته فى الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها فى الثالث من نوفمبر القادم. لقد اعتاد ترامب على أن يطرح كل ما يجول بذهنه على أساس أن هذا سيصب بالإيجاب لصالحه ويشكل طوق إنقاذ له من الهزيمة. ولأنه يدرك عيوبه وعثراته فلقد خرج مؤخرا ليعلن عن رغبته فى تأجيل الانتخابات الرئاسية بذريعة أن يتمكن المواطن الأمريكى من التصويت بشكل صحيح وآمن. الغريب أن ترامب يبادر بطرح رغبته هذه على الرغم من كونها تتعارض مع ما يجمع عليه المشرعون من أنه لا يمكن تأجيل موعد الانتخابات حيث أن الكونجرس هو الذى يضعها. ويبدو أن ترامب غيب هذا عن عمد ليعيد لأذهان المراقبين حالة الاستفراد بالسلطة فى دول نظام الحكم الواحد. إلا أن هذا لا يمكن أن يسرى فى أمريكا لوجود تشريعات وقوانين تمنع ترامب من تحقيق ذلك وهو الذى كان قد صرح من قبل بأنه سيبقى رئيسا للأبد.

ترامب بالفعل بات محاصرا فى المصيدة لا سيما مع صدور تقارير صادمة عن حالة الاقتصاد الأمريكى وتحميله انكماشا قدره نحو 33%، وارتفاع عدد العاطلين إلى أربعة وخمسين مليونا مع تزايد الديون بحيث تجاوزت ستة وعشرين تريليون دولار. ولهذا شعر ترامب بالدوار خاصة فى أعقاب استطلاعات الرأى. والغريب أن اليمين العنصرى والرأسمالية العابرة ليس لديهما أى رؤية واضحة حيال اجتياز الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى تمر بها أمريكا، فالأزمة أكثر عمقا وصعوبة. بل أن الأزمة الاقتصادية كشفت عن شروخ وتصدعات فى المجتمع الأمريكى، ولم يعد بالإمكان تجاهلها أو التقليل من شأنها لا سيما أن المجتمع الأمريكى أصبح قابلا للتفكك والاشتعال الذاتى. ولهذا فإن محاولة ترامب تأجيل الانتخابات هى محاولة لكسب الوقت والرهان على إمكانية حدوث مفاجأة إيجابية يمكن له معها أن يتمكن من تحسين فرصه فى المنافسة.

ولا شك أن تغيير موعد الانتخابات يحتاج إلى موافقة مجلس النواب والشيوخ. ولا يملك ترامب صلاحية فى هذا الصدد. بل ولم يسبق لأى رئيس أمريكى أن تحدث عن نواياه فى تأجيل الانتخابات. أما ما أعان على إضعاف ترامب أكثر وأكثر فهو استطلاعات الرأى التى تثبت تراجع شعبيته لا سيما مع عجز إدارته عن معالجة كل من أزمة كورونا وأزمة التظاهرات الغاضبة التى اندلعت على إثر مقتل «جورج فلويد» المواطن الأمريكى الأسود بجريمة عنصرية. ويظل ترامب مسكونا بالقلق على ما قد يحل به من هزيمة فيما إذا خاض جولة الانتخابات القادمة من جراء أزمة البطالة وفشله فى الملف الاقتصادى الذى طالما تباهى به وقدم نفسه على أنه جالب الوظائف للأمريكيين. ولهذا السبب رأيناه يتطلع إلى تأجيل موعد الانتخابات ليمنح نفسه فرصة أكبر لإصلاح كل اعتوار. غير أن الدائرة تضيق على ترامب مع تراجع فرص فوزه بفترة رئاسية ثانية فى جولة الانتخابات الرئاسية التى تعقد فى الثالث من نوفمبر القادم. وللحديث بقية.