رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وسط هذا الهلع الذى يخيم على البشرية بعد ما شاهدته مدينة بيروت منذ عدة أيام يجب ألا ينسينا الحزن ما تفعله أيدينا ببلادنا وأهالينا؛ فبينما كان الكثيرون يتراشقون بالاتهامات عن المسئول عن تلك المأساة ومع تصاعد الدخان البرتقالى اللون مع الانفجارات تأكدت آيا كان فاعلها إلا أن المسئولين اللبنانيين أنفسهم يقفون فى أول صفوف الاتهام ؛ فما أشبه ما رأيت بما عشته فى تولوز بفرنسا عام 2001 ؛ولأنه جاء بعد عشرة أيام من أحداث الحادى عشر من سبتمبر، فهزّ المدينة، لذلك تحدّثت بعض القنوات الإخبارية عن هجومٍ إرهابى وظنه الكثيرون عمل استمرار لموجة ارهابية يشهدها العالم ؛ولكن اكتشفنا أنه انفجار مصنع إنتاج الأسمدة البتروكيميائية ؛والذى أدى إلى مقتل 31 شخصًا وإصابة الآلاف بجروح.

وكما توقعت من تجربتى السابقة أعلن أن سبب الانفجار هو نترات الأمونيوم الثلاثية هى المسؤولة عن الانفجار فى بيروت، مثل انفجار AZF فى تولوز؛ وللعلم تلك المادة قد تشتعل مع ارتفاع الحرارة الطبيعى أو بسبب حدوث اهتزاز شديد ؛ وربما هذا يفسر وجود تفجيرين عملاقين، متتاليين فى بيروت ؛ ولقد أعلنت السلطات هناك أنهم قاموا بتخزين نحو 2750 طناً من نترات الأمونيوم فى المستودع فى مرفأ بيروت... والسؤال متى سيتعلم العالم من أخطائه ؛ فما حدث فى تولوز فى عام 2001 سبقه العديد من المآسى فى جميع أنحاء العالم.. ثم فى فى بيروت مؤخرا ولم ينتبه أحد لخطورة وجود نترات الأمونيوم التى هى ليست منتجات قابلة للاحتراق؛ ولكنها مؤكسدات، أى أنها تسمح باحتراق مادة أخرى مشتعلة بالفعل؛ لذلك كان يمكن تجنب ما حدث فقط باتباع قواعد التخزين بعزل نترات الأمونيوم من السوائل القابلة للاشتعال، والسوائل المسببة للتآكل، والمواد الصلبة القابلة للاشتعال أو حتى المواد التى تطلق حرارة كبيرة.

بالطبع نترات الأمونيوم أصبحت ضرورية للزراعة والبناء؛ وأسمدة نترات الأمونيوم؛ نحن بحاجة إليها، ولكن يجب أن نكون حذرين بالتعامل معها ؛وخاصة أنه فى كل مرة تثبت التحقيقات أن ماحدث نتج عن خطأ غير مقصود فى التخزين أدّى إلى الكارثة؛ وهذ ما كان فى فرنسا فلقد بدأ بناء المصنع فى القرن التاسع عشر، وكانت مدينة تولوز بعيدة نسبياً عن المصنع؛ و كان من الطبيعى أن تتوسّع مدينة تولوز إلى أن بات المصنع فى إحدى الضواحى القريبة؛ ومع مرور الوقت اختلفت منتجات المصنع وانتقلت ملكيته من شركة إلى أخرى. عند وقوع الحادثة، كان المصنع ملكاً لمجموعة توتال ولأن العنبر 221 سبب الكارثة مع غيره من العنابر بنى بين عامى 1920 و1938، ومنذ عام 1981، خُصّص العنبر 221 لتخزين نترات الأمونيوم غير المطابقة للمواصفات، وكان التخزين عادةً بدون تغليف؛ وتنقل نترات الأمونيوم المخالفة للمواصفات إلى مصانع أخرى ليُعاد الاستفادة منها فى صناعة بعض الأسمدة؛ وقدّر مخزون العنبر 221 فى يوم الحادثة بـ 300 طن من نترات الأمونيوم؛ فى يوم الانفجار، جرى نقل كميّة 500 كجم من ثنائى كلورو إيزوسيانورات الصوديوم إلى العنبر 221 على أنّها نترات الأمونيوم، فقد حملت هذه الكمية بطاقة باسم نترات الأمونيوم بدلاً من ثنائى كلورو إيزوسيانورات الصوديوم.

 ولقد طُرحت بعد الحادثة الكثير من الأسباب الممكنة؛ ولكن دعم التقرير النهائى فكرة أن الانفجار ناجم عن خطأ فى التخزين؛ ولكن الذى يحسب للفرنسيين أنه لم يُعاد بناء المصنع بعد الحادثة المأساوية، بل بُنى على أرضه مركز لدراسة الأمراض السرطانية...السؤال الأن هل تظهر التحقيقات وجود مواد أخرى نقلت الى مكان تخزين النترات ببيروت؟ ؛ فكانت سببًا فى الاشتعال ؛وبذلك يكون هناك عمل ارهابى مقصود ؛ أم أن الحرارة الطبيعية كانت سببا؟ ؛أم هوخطأ بشرى آخر شارك مع الخطأ المعروف حاليا؛ وهو تخزين تلك المواد الخطرة فى ذلك المكان ولعدة سنوات.