رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

من قوة مصر الناعمة مُعَلّموها ولا سيما الذين رأوا أرض الله واسعة فسافروا سعيا للرزق ولتأدية رسالة الأنبياء فى نشر العلم فى ربوع الأرض، لكن وزاراتنا المختلفة والمجلس الأعلى للجامعات ومجالس الجامعات والكليات والأقسام كان لها رأى آخر.. لماذا لا يعودون إلى مصر؟ ولو أنهم سيعودون وسيذهب عِوضا عنهم مصريون لكنتُ أول من ينادى بعودتهم لكنهم يعودون ولن يخلفهم مصريون.. لذا أرى أن مطالبتهم بالعودة غير منطقية فهم يسهمون فى زيادة احتياطى مصر من العملات الأجنبية، ويكتبون اسم جامعاتهم المصرية عند نشر أبحاثهم فى الدوريات والمجلات العالمية مما يرفع من تصنيف الجامعات المصرية ويعولون عوائلهم وأقاربهم، ويشترون فى المناطق العمرانية الجديدة بالدولار ويدفعون ما عليهم من ضرائب قبل تجديد إجازتهم.. ويغرسون بعطائهم الفكرى والعلمى والأدبى حُب مصر لدى من يُعلمونهم خارجها.. فلماذا نطالبهم بالعودة ودول العالم جدّدت لهم عقودهم؟

لو عاد فاروق الباز وأحمد زويل كما طالبتهم جامعاتهم لما صاروا إلى ما وصلوا إليه.. هؤلاء سفراء مصر الحقيقيون فدَعُوهم ورسالتهم العلمية السامية؟ وإذا كانت حاجة أقسامهم إليهم ماسة فعيّنوا بدائل عنهم من العاطلين ولو «بدل معار» حتى إذا عاد المعار بحث البديل عن مكان آخر.. بالله عليكم هل تتوقف إدارة أو مؤسسة أو جامعة على مُعار؟ لماذا لا نبحث عن مقترحات خارج التوابيت بحيث يدفع الأستاذ الجامعى المعار ألف دولار سنويا لجامعته فى الخمس سنوات الأُوليات ثم تُضاعف إلى ألفين من الدولارات حتى السنة العاشرة ثم خمسة آلاف دولار من كل عام فوق السنة العاشرة ثم تتضاعف كل خمسة أعوام تاليات، ونأخذ هذه الأموال لنوظف بها بدائل عن المعارين وننفقها فى دعم البحث العلمى وتطويره بالأجهزة الحديثة فى الجامعات.

أما إعادتهم قهراً فلن تفيد البلد لأنهم سيتصارعون مع زملائهم على بيع الكتب والمذكرات وساعات التدريس وسنفقد ركنا ركينا من سفراء صانعى قوة مصر الناعمة، ولماذا نضطرهم إلى الكذب والتزوير ويحالون للنيابة بتهم التزوير التى قد تعرضهم للفصل والسجن ثم نطالبهم بإقامة خارج مصر يُنصّ فيها على أنه «لا يعمل» ماذا ستستفيد مصر من كونه عاطلا مُرافقا زوجه بالخارج؟ فكّروا خارج التوابيت وافتحوا لهم أبواب الرزق وأفيدوا من بحوثهم المنشورة ومن محاضراتهم التى سنطالبهم بها فى إجازتهم حتى نفيد مما وصلوا إليه.. وَضَعوا أنفسكم مكانهم وقد التحق أبناؤهم هناك بمدارس وبجامعات فى مراحل مختلفة وفجأة نطالبهم بالعودة.. ماذا نريد منهم؟.. ارحموا مَن فى الغربة يفرّج الله عنكم كل كُربة.

< خاتمة="">

قال الشافعي:

سافِر تَجِدْ عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ

وَاِنصَبْ فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ فى النَصَبِ

[email protected]