رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

حتى المدافن لم يعد للفقير نصيب بها، ولا حتى لأبناء الطبقة المتوسطة، بل أصبحت من نصيب القادر ماديا فقط، فقد انتهجت الحكومة خلال الفترة الماضية نهجًا فى غاية الغرابة والطرافة، إعمالا بمبدأ اللى معهوش ما يلزموش، وركزت كل جهدها على القادرين، حتى عند تخطيطها لبناء المدافن، وعاملت المدفن معاملة الوحدة السكنية فى السعر وفى الموقع، سعر المدفن الذى يقع على ناصية يختلف تماما عن سعر المدفن الذى يقع محشورا داخل الحارة أو الشارع، وسعر المدفن الذى يطل على شارع عمومى بالطبع يختلف عن المدفن الذى يطل على شارع.

صباح أمس أعلنت محافظة القاهرة بحمد الله عن المدافن الجديدة، مساحة المدفن 20 مترا، وتقع فى وادى الراحة بجنوب القاهرة الجديدة، وتحديدا على طريق القطامية العين السخنة، سعر المدفن 130 ألف جنيه، والله 130 ألف جنيه، وهذا السعر للمدافن التى تقع فى شوارع صغيرة، أما المدافن التى تقع على ناصية أو على شارع عمومى فيزيد سعرها 20 ألف جنيه مقابل وقوعها على الشارع أو الناصية، يعنى تباع بـ 150 ألف جنيه.

محافظة القاهرة مشكورة سوف تبيع المدافن لأصحاب النصيب بنظامين، الأول وهو التسديد الفورى للمبلغ ككل، والثانى تقسيط المبلغ على ثلاثة أشهر، يسدد صاحب النصيب 25% من المبلغ حوالى 32 ألفًا و500 جنيه فور قبول طلبه، وباقى المبلغ يسددها على الثلاثة أشهر المتتالية، أكتوبر، ونوفمبر، وديسمبر، المحافظة لن تسلم المدفن لصاحبه سوى بعد تسديد قيمته كاملة.

المؤكد إعلان مثل هذا ليس لمعظم المصريين فيه نصيب، ولن يفكر شخص مثلى فى التقدم إليه، وحتى لو أمتلك أنا وملايين مثلى هذا المبلغ الـ 130 ألف جنيه، المؤكد أننى لن أدفعه فى مقبرة، بل سأحاول أن أدفعه كمقدم شقة لابنى، وأنتم تعلمون جيدا أن أسعار الشقق تجاوزت بعون الله المليون جنيه، يعنى الشاب المصرى مطالب بأن يسدد فى سعرها طوال حياته، وربما يشارك الورثة فى تسديد الأقساط بعد مماته.

وبالطبع رب الأسرة إذا فكر فى ربط الحزام واستكمال باقى حياته يستقطع من راتبه لكى يزوج ابنه، فمن الصعب بل من المستحيل أن يفكر فى شراء مقبرة تضم رفاته ورفات أولاده من بعده، حتى لو كانت بأقساط طويلة على عدة سنوات، هذا عن الملايين من أبناء الطبقة المتوسطة، فما بالك بالأسر الفقيرة والمعدمة.

المفترض والوضع كما أوضحنا أن تفكر الحكومة فى أموات الطبقات المتوسطة والفقيرة والمعدمة، وكما بنت لهم وحدات بديلة للعشوائيات والمناطق الخطرة ووحدات كإسكان اجتماعى بالقسط، مطالبة بأن تخصص لهم مدافن بديلة ومدافن صدقة بقسط شهرى رمزى يبدأ من عشرة جنيهات.

 

[email protected]