رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 تمر السنون وتختلف الأحداث ولكن يظل المتابع عن كثب  لمنطقة الشرق الاوسط من كتاب وسياسيين يتأكدون يومًا بعد يوم أن أمريكا وجهازها البنتاجون لا يريدون لمنطقة الشرق الأوسط سوى الدمار؛ فما يقدمه الأعلام لنا بعيد تمامًا عن الحقيقة؛ والمصالح ليست فقط تتصالح، ولكنها أيضا تتحالف ؛ وتقلب موازين الحقيقة ؛ ولعل أكثر المنتبهين الذين يرون الصورة جلية وواضحة  الكاتب الفرنسى «تيرى ميسان» ؛ والذى أشار دومًا إلى ما حدث فى عام 2001، عندما حدد دونالد رامسفيلد والأدميرال آرثر سيبروفسكي أهداف البنتاجون في عصر الرأسمالية المالية؛ وما تبعه من رسم  هيئة الأركان العامة لخريطة تقسيم الشرق الأوسط الكبير في ذلك الحين.

ولكن الملاحظ أن ما قدوم دونالد ترامب في عام 2017 ؛ اعترض على تغييرات الحدود ؛ وإنشاء دول يحكمها التكفيريون ؛ ورفضه لوجود قوات أمريكية في المنطقة؛ ومن الملاحظ أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، اصطدمت إستراتيجيتان فيما بينهما ، البنتاجون المتبنى فكرة تدمير هياكل الدولة في جميع دول المنطقة، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء، ورؤية ترامب المفضل السيطرة تجارياً على المنطقة من دون احتلال عسكري؛ لذلك وفى ظل التحولات الجديدة لا تتعجب من أن العراق عقدت اتفاقاً مع واشنطن وطهران الجديدة لتعيين رئيس مخابراته، مصطفى الكاظمي رئيساً للحكومة، على الرغم من اتهام الأخير بشدة من قبل طهران بـ مشاركته النشطة في اغتيال البطل الشيعي قاسم سليماني ببغداد.

على الجانب الآخر نرى أن ليبيا لم تعد موجودة كدولة ؛ بل مقسمة إلى قسمين بحكومة السراج (أي الإخوان الإرهابيون) و بدعم من تركيا و إيران، وحكومة المشير حفتر، المدعومة من الإمارات ومصر. مع الأخذ فى الاعتبار أن تركيا تتلقى دعماً عسكرياً من إيران في ليبيا، بل أعلنت حكومة حسن روحاني، بشكل مثير للغاية عن دعمها عسكرياً لحكومة السراج في ليبيا؛ وتحولت إيران إلى صف الناتو، وتهدئة العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، لذلك لا تصدق ما يقال عن قصة الحروب الأهلية فى الدول التى تتدخل فيها تركيا وأيران ؛ فالحقائق على أرض الواقع تقول ان المصالح الأمبريالية لتلك الدول هى المحرك؛ والمنطقة تتغير بسرعة كبيرة، وهو ما قد يجعل واشنطن  تعيد النظر في موقفها؛ إذا لم يجدد للرئيس ترامب .

وأيضا إيران، فعلى الرغم من الخلاف على حدودها مع الإمارات، والحرب التي خاضتها مؤخراً من خلال اليمنيين، كانت راضية عن هذه النتيجة التي تسمح للشيعة الحوثيين بنيل مظهر من مظاهر السلام، من دون الانتصار على مشكلة المجاعة بعد. أما التغيير الأهم فهو أن واشنطن تخلت عن تدمير الدولة في سوريا، بعد أن أصبحت منطقة محجوزة لروسيا؛ بل تحاول واشنطن الآن فرض قانون أمريكي، (قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا )؛ مع إجبار بيروت على إغلاق الحدود اللبنانية السورية ، وبالتالى سيضطر لبنان إلى التحالف مع القوة الأخرى الوحيدة التي يشترك معها في حدود برية وهى إسرائيل ؛ فى ظل وصول ائتلاف في تل أبيب، يجمع بين أنصار المشروع الاستعماري البريطاني القديم، وأنصار الجيل الثالث من الإسرائيليين، الذى لايفكرون فى غزو لبنان مجدداً. وبالطبع الولايات المتحدة هي التي تسببت عمداً في انهيار الليرة اللبنانية. ولا خيار أمام سوريا، المحاصرة بحلفاء الولايات المتحدة، سوى الحصول على الإمدادات من روسيا، و حل النزاع بين الرئيس بشار الأسد وابن خاله الملياردير رامي مخلوف، وهو ليس خلافاً داخل الأسرة؛ ورامي مخلوف يعتبر واحداً من أكثر الرجال نفوذاً في المنطقة، وهو يعتبر أكبر شخصية اقتصادية في سوريا، والمالك الرئيسي لشبكة الهاتف المحمول المسماة سيريتل؛ ولدى رامي مخلوف العديد من المصالح التجارية والتي تشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية والنفط والغاز، والتشييد، والخدمات المصرفية، وشركات الطيران والتجزئة.

 ووفقاً لبعض المحللين السوريين فإنه لا يمكن لأي شخص سوري أو من جنسيات أخرى حتى الشركات سواء أجنبية أو عربية القيام بأعمال تجارية في سوريا دون موافقته ومشاركته. .. وأخيرا  الصورة  ليست واضحة المعالم بعد؛ فى ظل  أن البنتاجون يعتزم دومًا جعل الصراع يدوم لأطول فترة ممكنة على حساب جميع السكان؛ فهو يدعم كل المعسكرات، تماماً كما فعل أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ويهرع دائماً لنجدة الخاسر، لكن سرعان ما يتخلى عنه في اليوم التالي؛ لأن البنتاجون يسعى الى خراب المنطقة.