رؤى
لماذا لا تسارع البلدان العربية بتقديم المساعدة إلى الشعب اللبنانى الشقيق؟، هل سيترك العرب إخوتنا فى لبنان يعانون؟، متى سيتدخل الحكام العرب لرفع المعاناة عن الشعب اللبنانى؟.
عض قلبى ولا تعض رغيفى، المواطن يمكنه ان يتسامح، ويغض الطرف عن الكثير، لكن عندما تمس قوت يومه سيثور، وبحمد الله الأنظمة العربية اغلبها يشوبها الفساد، وتتسلط بالدكتاتورية والفاشية، وتستغل الدين والمذهبية وكل شىء فى اخضاع الشعوب، والمواطن العربى يئن منذ عقود طويلة بسبب البطالة، والتخلف، والجهل، والديكتاتورية، والفقر، المرض.
المحتاج مثل الغريق يسهل قيادته، فقد يجره البعض للإدمان أو الجريمة أو الاتجار بالمخدرات، وقد يضمه البعض الأخر إلى التطرف ومعاقبة الحكومة والنظام، الشاب العطل المتعلم مثل القنبلة المعدة للانفجار فى أى لحظة، ورب الأسرة الذى يشعر بالعجز عند توفير احتياجات أولاده من طعام وشراب وملبس وتعليم، بسبب ضعف المرتبات او المعاشات او انتشار الفساد، مثله مثل الشاب المتعلم الذى يعانى من البطالة، أصبح لغما متحركا يمكن جره للجريمة أو الإرهاب أو للتفجير فى وجه النظام.
أغلب الأنظمة حبست شعوبها فى عنق الزجاجة، وتطالبه منذ ولادته بشد الحزام على بطنه، وتمر السنوات ويكتشف أن وعود الحكومة مجرد سراب، وهو بالكاد يوفر قوت يومه هو وأولاده، وفى ظل تفشى الفساد تنتشر البطالة ويتحول الشباب إلى وحش، يأكل نفسه او يأكل جيرانه ووطنه.
اخطر ما تواجهه الشعوب العربية هو بطالة الجامعيين، وهم بحمد الله بالملايين، تدفع بهم الجامعات سنوياً إلى سوق العمل، وتمر الأيام والشهور ويفاجأون بأن الأسواق والفرص مغلقة فى وجوههم، الحكومة لم تفكر فى فتح الأسواق للاستثمار، قوانينها بالية تشجع على الفساد والرشوة، وتقييد الحريات وهو ما يدفع المستثمر الأجنبى إلى الاحجام عن إقامة مشروعات، كيف ينفق بعض من أمواله فى بلد نظامه قمعى يقهر المواطن ويقيد حريته، ما يفعله فى شعبه سينفذه فى الأجنبى.
ما يجرى فى المدن اللبنانية لا يجب السكوت عليه لأنه يهدد سلامة هذا البلد الشقيق، صحيح هناك بعض المحاذير السياسية بسبب حزب الله، لكن سلامة وحياة الشعب اللبنانى قبل كل شىء، من المؤلم أن نرى إخوتنا فى لبنان يتألمون بهذه الدرجة، انقطاع التيار الكهربائى، ارتفاع الأسعار، طوابير الخبز، عدم صرف مرتبات للعمالة، مصادمات فى الشوارع، واعتداءات متبادلة.
الحكام العرب مطالبون بمد يد العون إلى هذا البلد الشقيق قبل أن ينهار، أهالينا فى لبنان فى حاجة لمساندتنا ومساعدتنا، وهذا حقهم علينا كإخوة، فمتى نمد لهم يد المساعدة؟