رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

لا شك فى أن ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت لحظة «كاشفة» فى تاريخ مصر.. ومن المؤكد أن ٣٠ يونيه ٢٠١٣ كانت لحظة «فارقة» فى تاريخ كل المصريين.. فقد كشفت ٢٥ يناير الغطاء عن كل سوءات الحياة السياسية وأمراضها وتجارة التحالفات وبيزنس التمويلات ومصالح صناع القرار البعيدة عن المواطن البسيط المطحون.. وكانت كل ما تحتاج إليه هذه اللحظة هو أن يحرق شباب هذه الثورة نفسه لنرى تحت أنوار أرواحهم المشتعلة بحب هذا الوطن البريق الزائف لنظام الحكم والسياسيين ورجال الأعمال!

 وقبل ٣٠ يونيه كانت الفوضى فى البلاد عمت كل ركن فيها.. وكانت «البلطجة» السياسية وصلت إلى مداها.. فقد اقصى الإخوان ما عداهم من قوى سياسية، ونشروا الرعب والترهيب لكل من تسول له نفسه ان يناطحهم أو يعترض على استحواذهم على الحكم واخونة الدولة.. وأشهروا سيف الإرهابيين فى كل احتفال ومناسبة من أول جمعة قندهار الشهيرة فى ميدان التحرير التى خرج فيها مرسى العياط كرئيس لعشيرة لا كرئيس لدولة، وكاد أن يخلع جاكت البدلة كدليل زائف على الشجاعة.. ومرورا بحفل دعم سوريا فى الصالة المغطاة، وحتى منصة رابعة التى تجردوا فيها من كل ملابسهم ورقصوا رقصتهم الأخيرة وهم عرايا حول نار حقدهم وغلهم وكراهيتهم للبلد حتى أحرقتهم أمام الشعب الذى لم يذرف عليهم دمعة واحدة.. بل كسروا القلل خلفهم!

..وإن ما حصل فى 30 يونيه 2013 كان شيئاً عظيماً، ربما لم نستوعبه حتى الآن، وعظمته ليست فى الخلاص من الإخوان، فهذا أقل ما حدث فى هذا اليوم، ولكنها ثورة على كل المتآمرين والممولين، والمتأخونين، والمخدوعين.. وثورة على الفساد.. وثورة فى الإنجاز والعمل والإنتاج.. والأهم فيها هو خروج كل طبقات الشعب وطوائفه ليقولوا كلمتهم، ويعلنوا قراراً نابعاً من الداخل ودون تدخل خارجى، بأن وحدة هذا الشعب وتكتله وتكاتفه دون فروق طبقية أو فئوية، أو دينية، هى الكنز الحقيقى، الذى سيؤدى إلى استقرار الحاضر والانطلاق نحو المستقبل!

.. ولو كان وضع ما قبل ٣٠ يونيه استمر، أكثر من ذلك، لكنا الآن على الأقل دولة مقسمة إلى نصفين أو ثلاثة، وتابعة لتركيا وقطر، ومن وراءهما، وتحولنا إلى أداة لتنفيذ مخططاتهما فى ليبيا، وسوريا، والعراق، وللاستيلاء على غازنا فى البحر المتوسط.. وكانت مشاهد الإرهابيين وهم يتجولون بأسلحتهم فى الشوارع والأسواق، ويعدمون الناس ويقطعون الرؤوس والأيادى، التى شاهدناها فى دول مجاورة كنا سنراها بالحرف فى شوارعنا ومدننا وقرانا.. وهذه ليست مبالغة، فقد حرص الإخوان على خروج كل القتلة والمتطرفين من السجون، واستدعاء المقاتلين من جناح الجماعة فى غزة، كبديل للمؤسسات الأمنية الرسمية، من الشرطة والجيش، وتحويل مصر إلى مخزن للإرهابيين أو مستعمرة عثمانية.. وهو المخطط القذر الذى تم تطبيقه بعناية فائقة فى العراق عندما قامت أمريكا بعد غزوه بتسريح الجيش العراقى كله، واستولت على أسلحته الثقيلة ومعداته وعداده، ووزعتها على المرتزقة الإرهابيين وحولته إلى ساحة للفوضى والدمار، وصار الشعب العراقى الذى كان من أغنى شعوب المنطقة إلى أفقر شعوب العالم.. وهو ما أرادوا تكراره فى مصر بنفس السيناريو وبالطبع بمساعدة الإخوان الذين على استعداد التعاون مع الشيطان ما دام سيحقق مصالحهم!

.. مصر دولة كبيرة وشعبها عظيم، صحيح هناك دول أكبر وشعوب أعظم، وصحيح هناك مشاكل فى مسألة الحريات السياسية، لا أرى لها مبرر ولا ضرورة حتى ولو بدعوى حماية الجبهة الداخلية من الاختراق.. ولكن 30 يونيه ليست مجرد ثورة على الإخوان.. هى ثورة دولة، وانتفاضة شعب.. صار متماسكاً وعصياً على الاختراق.. وهو أقدم خلق الله، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون!

[email protected]