رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

 

حقاً، صدقت قولاً الفنانة والنائبة الراحلة فايدة كامل عندما تغنت بكلمات رائعة، وقالت: «المعارك مستمرة يا جماهيرنا يا حرة.. والوطن عايز رجال.. كلهم همة والمعارك مستمرة».

ومصر الآن فى «سوار من نار»، فالجنوب مشتعل وزاده ناراً «سد النهضة»، حتى اسمه مصطلح إخوانى صميم، ناهيك عن ليبيا وما فيها من جشع وطمع وحروب ذات نار حامية.. والشمال تضربه تركيا بجنونها وماضيها الملطخ وحاضرها الجشع ومستقبلها المظلم واقتصادها المترنح.. ويبقى الشرق الطامع دائماً فى الماضى والحاضر والمستقبل، وكان الطامع العدو الإسرائيلى فقط، والآن تعدد الطامعون وتحالف الشياطين معاً، وأنجب إبليس بدلاً من العدو عشرات الأعداء الذين يتحدثون العربية، ولديهم إجادة لمبادئ «الحنجورية» التى دمرت العرب وأضاعت القدس وأتت بنكسة تاريخية أضاعت سيناء أرض الأنبياء ومهبط رسالات السماء، ونهض شعب مصر الأبى بقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات عليه رحمة الله وحول يوم النكسة لافتتاح قناة السويس، واسترد أرضه كاملة، وناله من معتنقى مذهب «الحنجورية» ما ناله وخسر العرب خسارة تلو الأخرى، فالشرق ملتهب بسوريا ولبنان وحزب الله وإسرائيل وهلم جر، أما قطر فالله فقط أعلم بنهايتها وطريقها المعوج، فالخليج كله على صفيح ساخن.

ثم جاء «كورونا» بما لا تشتهى السفن، ولتكتمل الحلقة النارية، كل هذا يحيط بمصر الكنانة، والواقع يؤكد أنها تتحدى المستحيل حقاً، فمن يرى الإنجازات يتعجب لهذا الشعب الذى ذكره القرآن وكرمه الرسل والأنبياء.. عظيمة يا مصر.

ولا ينكر إلا جاحد ما يفعله الرئيس عبدالفتاح السيسى على مر السنوات الست الماضية فى مجال البناء والإصلاح والطرق والزراعة والصناعة وما سوف يميز عهده هو إزالة المخالفات، القرار الشجاع الذى تابعته شخصياً مدة 37 سنة متواصلة، ولم تصل الدولة لشىء اللهم إلا لمزيد من المخالفات، وكأن الطوب والأسمنت يتحديان القانون والدستور والعدل، وضاعت أجود أراضى مصر الزراعية على وحول ضفاف النيل لإقامة كتل أسمنتية مخالفة ندفع ثمنها مضاعفاً حتى الآن.. إن مصر الآن فى أصعب فترات حياتها، ومع ذلك لا نجد أزمة فى طعام أو شراب، ولا يبيت مصرى جائعاً أو عطشان.. مبارك شعبى مصر حقاً.

وترى السعادة والرضا على وجه البعض منا بالرغم من أخطاء التافهين والمنافقين والمنتفعين فى كل عهد، والطامعون على كل الموائد، مع كل هذا نجد نهراً من الخير يحفره صغار الراضين والقانعين بما ابتلاهم به الله عز وجل، حيث تتبرع سيدة مسنة بخاتم ذهبى لعلاج مرضى «كورونا»، ويتبرع عدد لا بأس به من أهالينا فى الريف بمنازل وعمارات ليتم تجهيزها كمستشفيات للعزل، فماذا نقول لهم نحن المقيمين بالمدن والمحسوبين على المتعلمين والمثقفين؟

لماذا لا يقود فنان أو فنانة حملة للتبرعات تبدأ من جنيه واحد لعلاج مرضى «كورونا» ومساندة المريض، ولدينا أسوة حسنة وهى الأستاذة الدكتورة عبلة الكحلاوى بما تقدمه من نهر للخير حقاً؟ لماذا لا يتبرع كل ذى دخل ثابت، سواء أكان راتباً أم معاشاً بنسبة 1٪ فقط شهرياً لمرضى «كورونا»، ثم بعد ذلك لتطوير الخدمات الصحية بالحى المقيم به؟

إن التبرع للقادر فرصة اليوم، وغير القادر عليه تقديم الجهد برعاية مرضى «كورونا» وذويهم، فاقتصام اللقمة واجب ونهر الخير لابد أن يجرى ويصل لكل محتاج ومساندة الدولة جهاد كبير.

ودائماً قدرك يا مصر.. فالمعارك مستمرة، كما قالت الراحلة فايدة كامل، والمكر الصحفى يجعلنى أسأل أسامة هيكل وزير الإعلام: لماذا لا تذاع أغانى فايدة كامل الحماسية والمحركة لوجدان ونبض الجماهير بالإذاعة والتليفزيون.