رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

 

 

كيف يعود الشعر متنفساً للناس؟ وكيف يتذوق الناس الشعر؟. ربما كان الناس معذورين لانشغالهم بمتطلبات الحياة ولكن هذا الانشغال يحتاج للشعر.. مَنْ مِن الناس لم يطرب مع الشيخ يس التهامى وهو ينشد التائية الكبرى لابن الفارض وأشعار ابن عربى والحلاّج والبرعى؟ ربما يغمض معنى لفظ عن بعض العوام لكنه يغفر للمنشد هذا الغموض أمام الطرب والنشوة وإيقاع الكلمات.. كيف لرجل أُمى أن يسمع أم كلثوم ويطرب لسماعها وهو لا يعرف -أو كنا نظن أنه لا يعرف- مفردات:

أطفئْ لظى القلب بشهد الرضابْ

فإنما الأيام مثل السحابْ

ولكنه يدرك خفايا النص وجمال الضمير الشعرى فيطرب؛ من هنا فقد أغوتنا الفكرة الناجحة لقناة المجلس الأعلى للثقافة التى بثت محاضرات وأمسيات رائعة فى فترة الحظر فعادت الثقافة غذاء روحيا للأسرة، هذا الإغواء جعلنا فى لجنة الشعر نفكر معا فى نشر الشعر، وفى بعث الشعر بين الناس من جديد وتلقفت اللجنة بكامل أعضائها فكرة الشاعرة د. شيرين العدوى لبث فيديوهات شعراء يلقون قصائدهم بأنفسهم، ولم نكن نتخيل هذا العدد الوفير الذى استجاب للفكرة من مختلف الأجيال والمشارب والرؤى، وجدنا شعراء القصيدة الكلاسيكية وشعراء قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة وشعراء الفصحى والعامية.. هذا الطيف الشعرى الذى تجسدت فيه الوحدة العربية فالشعراء من جميع الدول العربية بل من شعراء المهاجر الذين أرادوا مشاركتنا نشر الشعر لتتسع الأرض جمالا وخيالا.. إن من أجمل ما ظفرنا به هو اختيارات الشاعر، كيف اختار بأدواته النقدية هذه القصيدة دون سائر دواوينه؟ والكنز الأكبر هو صوته وأحاسيسه وهو يلقى قصائده، ألم نقرأ عن أبى العلاء المعرى الذى كان مُغرما بقصيدة أبى الحسن التهامي:

حُكم المنية فى البرية جارِ

ما هذه الدنيا بدار قرارِ

وكان المعرى يطلب من أول زائريه فى كل صباح أن يُسمعه هذه القصيدة لإعجابه بها وفى صبيحة يوم قدم عليه جماعة فسألهم: أفيكم من يحفظ قصيدة التهامى «حكم المنية»؟ فقال أحدهم: أنا، وبدأ فى إنشادها، فقاطعه المعرى: أَأَنت أبوالحسن التهامي؟ (وكان المعرى كفيفا) فقال الرجل: نعم، بِمَ عرفتنى فقال المعرى: لأنك تنشدها من قلب مقروح.

فإلقاء الشاعر كنز لا يعوض، وكم من شعرائنا على مدى التاريخ رحلوا دون أن نجد لهم تسجيل قصائدهم بأصواتهم، هنا يصل الشعر بصوت الشاعر بكل ما عاشه فى أثناء كتابة القصيدة وقبلها وبعدها.

سيبدأ البث قريبا، فكل الشكر للدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة وإلى الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وإلى الأخ الأستاذ وائل حسين شلبى الذى حوّل المجلس إلى خلية نحل تؤمن أن الثقافة مثل الماء والهواء للناس؛ ولأعضاء لجنة الشعر أحمد حسن الشحات وأحمد عنتر مصطفى وأحمد سويلم وإيرين يوسف ميلاد وحسن عامر على عامر وحسين القباحى وسامح أبومحجوب وشيرين العدوى وعادل الدرغامى وعماد غزالى وأسامة البحيرى وعلاء عبدالهادى وعلى عمران، بأمانة هدى عبدالدايم، كل الشكر والتقدير وكم أشرف أنى مقرر هذه اللجنة التى حوت أعلام الشعر والنقد، فلْنتعالج بالشعر من هموم الحياة ولْنتفاءَلْ بدور الشعر فى تغيير العالم.

< خاتمة="">

قال إيليا أبوماضي:

لستَ منِّى إن حسبتَ

الشِّعر ألفاظًا ووزنًا

[email protected]