فى مصر ملايين المقاهى والكافيهات، منها الصغير، ومنها الكبير، عددها الفعلى لا نعرفه، وربما يمتلكه جهاز الإحصاء، لكنه لن يقل بحال من الأحوال عن مليون محل موزع على المدن والقرى والنجوع، يجلس عليها ملايين من المصريين، فتيات وسيدات وشباب ورجال، متعلم، وغير متعلم، عامل وموظف ومهندس وطبيب وصحفى وإعلامى، ومدرس، ومبيض محارة، وحارس عقار، ومقاول، وتاجر، وسائق، ونجار، وسباك، جميعهم يدخنون الشيشة، بعضهم يتناوبون شيشة واحدة، وبعضهم ينفرد بشيشته، أضف إلى هؤلاء من يدخنون الشيشة والجوزة فى المنازل والمحلات الخاصة بهم.
بعد إغلاق المقاهى والكافتيريات اضطر بعض مدخنى الشيشة إلى شراء شيشة أو جوزة وتدخينها فى المنزل، والبعض الآخر اتجه إلى تدخين السجائر، والبعض الثالث وهم قلة صغيرة كفوا عن التدخين تماما حفاظا على حياتهم وحياة أسرهم.
نحن لا نمتلك أية إحصائيات بعدد المدخنين فى مصر بشكل عام، ولا عدد مدخنى الشيشة، لكن يمكن أن نحدد مدى تأثير إغلاق المقاهى على مدخنى الشيشة من خلال نسبة بيع المعسل خلال الشهور الماضية، وأغلب الظن أن عملية بيعه قد انخفضت بشكل ملحوظ، النسبة تحددها شركات تصنيع المعسل، كل منها على حدة.
خطورة التدخين لا تتوقف عند نقل فيروس كورونا، بل خطورته الأكبر فى إصابته للمدخنين والمدخنين السلبيين بمرض السرطان، وهو مرض مميت ومكلف ماليا، والدولة تتحمل جميع نفقاته، وهذه الأموال ملك جميع المواطنين، المدخن وغير المدخن، والأولى أن تنفق على بناء مستشفيات لعلاج المرضى أو بناء المدارس لتعليم أولادنا أو لبناء مصانع ومزارع لتشغيل شبابنا.
التدخين مسئولية كل مدخن، وعليه أن يتحمل النتائج التى تترتب على تدخينه من آثار، والدولة غير ملزمة بعلاجه لا قدر الله عند اصابته بمرض، فقد نبه وحذر من خطورة التدخين، وطلب منه الكف عن التدخين، وفتحت له المراكز الصحية لمساعدته على التوقف عن التدخين، لكنه رفض كل هذا واستمر فى التدخين، لذا تسقط جميع حقوقه فى العلاج المجانى للأمراض التى يصاب بها بسبب التدخين، وعليه أن يتحمل نفقات علاجه.
قبل أن نفكر فى إصدار قانون بعدم أحقية المدخن فى علاج مجانى، الحكومة مطالبة بإصدار قانون يمنع التدخين بشكل عام فى المقاهى والكافتيريات والمطاعم والفنادق والمحال التجارية، وأيضًا بمنع التدخين فى وسائل المواصلات، وفى المصالح الحكومية، وفى المصانع والشركات والمدارس والجامعات والمعاهد، ونقترح كذلك أن يشمل القانون منع ظهور مشاهد التدخين عامة فى الأعمال الدرامية والسينمائية. لأن هذه الأعمال للأسف هى التى علمتنا نحن والأجيال السابقة لنا وعلمت وتعلم أولادنا التدخين والمخدرات وغيرها من الموبقات.