رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

فى زمن الطرابيش ، وفى جلسة برلمانية مهمة ، انبرى الكاتب الكبير والأفوكاتو المتصيت والنائب الرائع فكرى أباظة رئيس تحرير مجلة « المصور» أنئذ ، متناولاً قضايا حقوق المرأة المصرية : « هناك فرق كبير بين التقاليد التى عرفناها قبل أن يبدأ النظام النيابى بسنين والتقاليد التى عاصرت النظام النيابى فى مصر ، لقد كانت التقاليد المصرية فيما مضى لا تسمح بتعليم المرأة إلا أن يكون ذلك فى البيت ولم تكن تعمل فى الوظائف ولم يكن يُسمح لها بمباشرة الواجبات الاجتماعية كان ذلك كله قبل سنة 1919 ، فلما حدثت الثورة المصرية وظهرت النساء بمظهر المساهم مع الرجال فى تلك الحركة المباركة بدأت طلائع المطالبة بحقوقهن السياسية وحدث التطور بسرعة البرق فإذا بالمدارس تجمع بين التلاميذ والتلميذات وإذا بالجامعات تكتظ بالفتيان والفتيات وكذلك الوظائف الحكومية  نجد أن جميع المصالح تقريباً تكاد تكون مكتظة بالجنس الناعم .وعندئذ داعبه الدكتور طه حسين قائلاً: أرجو من حضرة الزميل الأستاذ فكرى أباظة أن يصف النساء بغير الجنس الناعم .

يذكرنا الكاتب السياسى الكبير « محمد الطويل « فى توثيقه لزمن الطرابيش أن الزعيم مصطفى كامل كان يبدأ خطاباته السياسية الوطنية الحماسية التى اشتهر بها بــ «سيداتى وسادتي» ، وخاصة عندما أسس الحزب الوطنى ، وكانت تحضر اجتماعاته ـ لأول مرة ـ بعض النساء لتشارك وتؤازر هذا الزعيم الوطنى وتأييده ضد الاحتلال الإنجليزى لمصر.. وإن كان هذا الحزب قد تأسس عام 1907 فإن المرأة المصرية لم تنضم إليه رسمياً وإن كانت كما سبق القول تشاركن فى اجتماعاته العامة ، يستمعن ويؤيدن زعيم الوطن ولكن المرأة المصرية ذهبت إلى أبعد من الإنصات والتأييد العاطفى حيث شاركت الرجال فى توقيع مذكرة احتجاج قُدمت من الحزب الوطنى إلى الخديوى عباس ، مضمونها المطالبة بإنشاء مجلس نيابى .. أى برلمان .. وكان الزعيم محمد فريد قد وجه الدعوة إلى عشرة من القيادات النسائية لحضور هذا المؤتمر وقد رأست هذا الوفد النسائى السيدة انشراح شوقى حيث ألقت خطبة بالفرنسية عبرت فيها عن مشاعر المرأة المصرية نحو وطنها واهتمامها بشئون بلادها وطموحها لتربية الجيل الجديد تربية وطنية صحيحة ..

أخيراً ، كنت أتمنى أن يرى كاتبنا الكبير فكرى أباظة المرأة السكندرية الرائعة فى منطقة «السيوف» وهى تشكل سلاسل بشرية أمام بلاعات صرف المياه فى وقفة احتجاجية رائعة ليرى روعة الجنس الناعم على الطريقة المصرية ..   

بل الأهم والأروع أن يراها عندما  كانت فى لحظة اتقاد تاريخى يوم 30 يونيو 2013 ، فهى التى دفعت ثمنا غاليا، هى أم الشهيد وأم المصاب وهى التى عانت كثيرا من الإرهاق الاقتصادى الذى مررنا به وهى فى نفس الوقت على مر الأجيال المتعاقبة التى تسلم بعضها البعض ، فنرى جيل الجدة والأم والابنة، وكانوا فى مقدمة المشهد الثورى وكانوا فى موجة الخطر حتى بعد الموجة الإرهابية الخطيرة.

[email protected] gmail.com