رؤى
سبق وكتبت هنا أكثر من مقال عن اقتحام بعض الشركات أو أحد الشباب محمولك لكى يعلن عن شقة أو منتجع أو سلعة أو مبيد، الاقتحام برسالة نصية أو من خلال اتصال مباشر، يعرض عليك سلعته، وتأدبا منك لعدم احراج الشاب أو الفتاة، تستمع له، وتعده بالتفكير، ويعرض عليك الاتصال مرة أخرى، وتعده أنت بالاتصال فى حالة موافقتك، وتتكرر المكالمات، وتستمع لعروض حالتك الاقتصادية لا تسمع بحال من الأحوال مجرد التفكير فيها، وتضطر بمصارحة المتصل، وتنصحه بالبحث عن شخصيات تسمح ظروفها بالمشاركة.
قبل فترة قضت المحكمة الاقتصادية بتغريم شركة إبادة حشرات 900 ألف جنيه لقيامها بإرسال رسائل إعلانية للمواطنين على المحمول، واعتبرت المحكمة هذا السلوك جريمة لاقتحامه خصوصيات المواطنين.
هدأ الوضع لبضع شهور بعدها عادت ريمة لعادتها القديمة، وأصبح المحمول بعون الله يستقبل المكلمات والرسائل ابتداء من التاسعة صباحا وحتى الحادية عشرة مساء، الشركات المعلنة لا تعترف بأوقات الراحة، ولا النوم مبكرا، ولا بتوقيت تناولك وجبة الغذاء أو العشاء، ولا تعترف إن كان صاحب الرقم مريضا أو منشغلا فى العمل أو يشق طريقه فى أتوبيس هيئة النقل العام أو يحاول أن يتنفس فى مترو الأنفاق، او يقف تحت الشمس ينتظر الميكروباص، أو يقف فى طابور صرف السلع التموينية، أو يحاسب سائق التوك توك.
أكدنا في حينه انه ليس من حق شركات المحمول أن تعطى أرقام وبيانات المشتركين إلى الشركات المعلنة، فى أى لحظة يرن المحمول، فتاة أو شاب يحييك باسمك، وقلنا أيامها إذا كان الأمر لابد منه، وأنه لا سبيل لحماية المواطن، نقترح على الحكومة أن ترخص بقانون لشركات المحمول تزويد المعلنين بكشف حالة للمشترك، توضح فيه وضعه: الاقتصادي، والاجتماعي، والجغرافي، والبيئي، والتعليمي، لكى تنتقى الشخصيات المناسبة للإعلان، على سبيل المثال تخطر الشركة المعلنة بـ:وظيفة أو مهنة المشترك، ومرتبه، أو حجم معاشه، عدد الأولاد، نوعية الأمراض وتاريخها فى الأسرة، حجم العجز الشهري فى الدخل، عدد الأقساط المتبقية من القروض أو السلع المعمرة، عدد الفواتير المتراكمة عليه لشركات: الكهرباء، المياه، الغاز، الأيام التي يشترى فيها اللحمة من الجمعية، كم فرخة يستهلكها فى السنة، وصف السوق الذى يشترى منه الملابس الداخلية والمنزلية والخروج له ولأولاده، وأسعار الأحذية، والشربات التى يشتريها من الميادين، واسم الحى، والشارع، والحارة، ومساحة الشقة. وللشركة المعلنة ان تفرز صاحب المحمول الذى يصلح لسلعة، وكفانا الله شر الإعلانات.