رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

رحم الله الشاعر العظيم الراحل أحمد شوقى، الذى قال كلمته «وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تأخذ الدنيا غلاباً».

أقول هذا بمناسبة إعلان القاهرة الصادر فى أوائل هذا الأسبوع، الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبى، والمستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، فقد انتهى هذا الإعلان إلى محاولة إيجاد حل للمشكلة الليبية ووقف الحرب الدائرة هناك، بتشكيل مجلس رئاسى ليبى منتخب، تحت إشراف دولى يتولى إدارة البلاد، وكذا إجراء انتخابات برلمانية جديدة، وأن يوضع دستور جديد للبلاد.

وغنى عن البيان أن الأيام الأخيرة شهدت حروباً طاحنة، بين الجيش الليبى والقوات التركية معززة من حلف الناتو، فكانت هناك جحافل من المرتزقة الذين أتى بهم النظام التركى لمحاربة الجيش الليبى، وقد كان لهذا الأمر أثر كبير فى انسحاب الجيش الليبى من أغلب المناطق التى يتمركز فيها بالقرب من العاصمة طرابلس شرق ليبيا، ما اضطره أمام هذه الجحافل إلى الانسحاب من أغلب المناطق هناك. وبالتالى، فإن الوضع الآن فى ليبيا غير مطمئن على الإطلاق، بل إن هناك تهديداً صريحاً من القوات التركية والمرتزقة للجيش الليبى.

ومن عجائب الدنيا، أنه رغم موافقة أغلب الدول العربية وكذا أمريكا على الإعلان المصرى الليبى المشترك، إلا أن الجانب الآخر ممثلاً فى حكومة الوفاق برئاسة السراج قد أعلن- مع الأسف الشديد- رفضه هذا الإعلان. وللحق، فإن الذى زاد الأمور تعقيداً، أن أغلب الدول الغربية قد اعترفت بحكومة الوفاق برئاسة السراج كممثل شرعى لليبيا، ولم تعترف بالبرلمان الليبى المنتخب من الشعب، كما سبق لمجلس الأمن أن أصدر بياناً يحذر فيه ويمنع أى دولة من إرسال المساعدات العسكرية للجيش الليبى.

أعود فأقول.. إن ردود الفعل الدولية حيال المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية، قد تباينت بين مؤيد ومعارض، ومن آثر الصمت، فمن أولى الدول الداعمة كانت القاهرة والإمارات والأردن والبحرين والسعودية وروسيا وواشنطن وباريس، فى حين أن أغلب الدول الأوروبية قد آثرت الصمت، فلم تعلن موقفها سواء بالقبول أو الرفض، وفى المقابل فإن حكومة الوفاق بدعم من تركيا أعلنت رفض تلك المبادرة، قائلة إنها لم تبدأ الحرب، ولكنها من سيحدد زمان ومكان نهايتها، فى إشارة إلى رغبتها فى وضع بعض الإملاءات قبل بدء الحوار السياسى.

كنت أتمنى أن يتخذ الشعب الليبى من المبادرة المصرية فرصة لكى تهدأ الأمور، ويحل السلام بين أطياف الشعب المنقسم على نفسه، بسبب تلك التدخلات العسكرية من بعض الدول، خاصة التدخل العسكرى التركى، الذى زاد الأمور تعقيداً برفعه وتيرة الصراع والفرقة بين الليبيين. تماماً كما حدث فى سوريا، فمازالت الحرب دائرة هناك بين طوائف الشعب السورى المختلفة، نتيجة تدخلات بعض الدول الأجنبية منذ عشر سنوات مضت.

كم أتمنى أن يحكم العالم عقله وينهى تلك النزاعات، ويضع حداً للقتل والدمار الدائر فى منطقة الشرق الأوسط بسبب أطماع بعض الدول الكبرى. ولكن فى تقديرى الشخصى لن تقف تلك النزاعات والصراعات المسلحة بالتمنى، فقد حق قول الشاعر الكبير أحمد شوقى:

وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً

وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركاباً

 

وتحيا مصر.