أوراق مسافرة
فى الصبا، كنت أحتضن بيدى جهاز الراديو العتيق الضخم، والذى كان مصنوعاً من الخشب قبل ظهور «الترانزستور»، احتضنه حتى لا تفوتنى كلمة مما يقال فى هذا البرنامج الإذاعى القديم عن الخيال العلمى، لا أعرف حتى الآن سر ولهى بالمعلومات العلمية والطبية الصحية، حتى حين صرت أماً، كان أولادى يضجون منى لفرط حرصى الصحى عليهم، ويهمسون لأسمع «الحمد لله أنها مش دكتورة»، البرنامج كان يذاع فى الثمانينات، يحفل بقصص عن المستقبل العلمى والتقنى، وكم انبهرت بما سمعته عن إمكانية تحكم علماء المستقبل فى الجينات الأجنة قبل ولادتها، وراعنى أنهم سيحصلون مستقبلاً على أطفال لهم مواصفات جسدية وفى القوة وفقا لرغبة الأبوين، واستغفرت كثيراً.. فلو حدث سيكون تدخلاً فى خلق الله، وقد حدث هذا الآن.
تحدث البرنامج عن تقارب المسافات بين الشعوب عبر وسائل اتصال متطورة، وقد حدث، فى مكانك تتحدث من هاتفك الذكى أو من الكمبيوتر «فيديو كول» صوت وصورة مع آخرين فى قارة أخرى، ومن بيتك تراقب المؤسسة التى تديرها أو تمتلكها، وتراقب مزرعتك وكل ما يخصك صوتاً وصورة، الأقمار الصناعية بفضائياتها فعلت بحياتنا الأعاجيب، الحقيقة أن هذا البرنامج الفذ للخيال العلمى تناول الكثير مما تحقق فى حياتنا الآن من تكنولوجيا وتطور مفزع فى مجال المواصلات والاتصالات وتصنيع الفيروسات والبكتيريا وغيرها من الأسلحة البيولوجية والكيماوية ناهيك عن النووية، وأيضاً فى عالم الذكاء الاصطناعى.
للأسف علينا أن نعترف، كلما تقدم العلم.. كلما زاد الخطر على مستقبل البشرية وسلامها وأمنها، فليس كل علم جديد يحمل الخير والسلام للعالم، بل من العلم ما قتل ودمر واستلب قوة وصحة وأنهك شعوباً، وأشرت فى مقال الأسبوع الماضى إلى الغموض الذى ليس مصادفة، أن عدداً من العلماء فى بقاع مختلفة من العالم قتلوا أو انتحروا فى أسابيع قليلة بعد توصلهم بصورة اجتهادية شخصية إلى علاج لفيروس كورونا المستجد.
كل هذا يقودنا رغماً عنا إلى قراءة نظرية المؤامرة، من يتآمر على العالم؟ هل منظمات ماسونية، صهيونية، اليمين المتطرف، أو فئات من رأسماليين قذرين، ما المنظمات التى تقود العالم من خلال مصالحها وخططها، وتحرك قادة وزعماء أكبر الدول لتنفذ أوامرهم ليسيروا وفقاً لبروتوكولهم المرسوم، وعلى الحكومات أن تختار، أما تموت شعوبها من الجوع، أو تموت من كورونا، وفى كلتا الحالتين أنت ميت، الفيلم يبدو الآن كبير، وفى تصورى المتواضع أننا كشعوب مغلوبة على امرها، وقعنا بين كورونا وعصابة عالمية منظمة، تصدر لنا المرض وستبيع لنا العلاج واللقاح، أى أن كورونا أمامنا، وعصابة المرتزقة من حياتنا وصحتنا.. وراءنا.
ما يعيشه العالم الآن من ذعر وموت ومرض من فيروس ضعيف مجهول الهوية، يتطابق تماماً مع حفنة من أفلام السينما التى أتحفونا بها بخيالهم وإنتاجهم الفذ الممول أيضاً من منظمات صهيونية وماسونية وأخرى يحكمها «كاردينالات» تجارة الموت، لنشر الذعر عبر وسائط الفن والثقافة، أو حتى لتمهيد وتحضير العالم لما هو قادم، فهذا هو فيلم «تفشى الوباء» أو outbreak والذى أتحفنا أو أرعبنا به المخرج الألمانى وولفجان بيترسن عام 1995 حول «سام دانيالز» الذى يعمل فى معهد بحوث طبية للأمراض المعدية بالجيش الأمريكى، وقد ظهر فيروس مميت سريع العدوى، وقدم تقريراً إلى رئيسه لاتخاذ التدابير بشأن الفيروس الخطير والعمل على إيجاد علاج لإنقاذ المصابين، لكن رئيسه يرفض ويقرر قصف المدينة المنكوبة وقتل سكانها المصابين، إلا أن البطل يتحدى قرار رؤساءه، ويتوصل إلى قرد مصاب بالفيروس، فيحصل منه على المادة المضادة للفيروس، وينجح فى إنقاذ المصابين قبل اللحظات الأخيرة من قصفهم، حفنة من الأفلام جاءت قبل وبعد هذا الفيلم بنفس المضمون و.. للحديث بقية.
Fekria63[email protected]