رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

 

نحن نعيش أجواء ما بعد كل شىء.. ما بعد الحداثة..ما بعد الثورات.. ما بعد الانطلاقة الصناعية والوصول للفضاء.. نعيش فى آخر مشوار البشرية بمعناها الذى عرفناه.. كورونا ذلك المخلوق الضعيف غير المرئى هزم العالم كله بعد أن وصلت البشرية إلى كل ذلك.. أمريكا قلعة الديمقراطية والحريات كما كانوا يصفونها تنتهى الآن تحت أقدام ضابط شرطة فى صورة مواطن أمريكى أسود صرخ فى العالم كله (لا أستطيع أن أتنفس)..أطلق هذه الجملة والعالم كله قد لا يستطيع أن يتنفس تحت وطأة كورونا.. العالم كله إما مصاب بهذا الفيروس، أو خائف ومرعوب من الإصابة.

الحياة بكل ما فيها لم تعد تساوى كل ما كان يحدث.. استيقظنا على أوهام صنعتها القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، هو بلوغ ذروة التقدم العلمى والتقنى.. صدقنا أفلام هوليوود، حتى الخيال العلمى منها، وعندما جاءت الحقيقة اكتشفنا أننا جميعاً نعيش فى وهم عظيم.

ما الذى يحدث؟ هل نحن فى نهاية العالم.. أم أننا نعيش مخاضاً عسيراً لعالم آخر لا نعرفه.. وإذا كانت هذه بداية، فهل سنرى نظاماً عالمياً مختلقاً.. أم أنه سيكون أشد قسوة من سابقه.

الدنيا تتغير ولكنه تغير بلا ملامح وقفز إلى مجهول، وهنا بيت الداء.. إلى أين نحن سائرون.

المؤلم أن أجواء المرض والأوبئة والموت الحالية لا تقودنا إلا إلى الأوهام.. الجسد المعتل لا يمكن أن يفكر بشكل صحيح ومنطقى..الجسد العالمى بالكامل الآن فى لحظة ضعف، ولا يمكن لمعتل أن ينقذ نفسه بدون مساعدة إلهية تضع نهاية لهذا الوضع الذى وقف فيه العقل البشرى عاجزاً.

الإرادة الإلهية الآن هى الفيصل، وإن كان هذا السيناريو المخيف من صنع البشر، فإن نهايته لن تكون إلا من صنع الله، ويقيننا جميعاً أن الله لن يضيعنا.. سلاحنا الوحيد الآن هو الإيمان والتفاؤل وهو أقوى سلاح فى تاريخ البشرية.. تفاءلوا وسوف نخرج جميعاً إلى رحابة التسليم بقضاء الله.