عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

عملاً بقوانين التحدى والاستجابة التى أسس لها بنظريات محددة المفكر والفيلسوف الإنجليزى ارنولد توينبى فإن أكبر  تحد  فرضته  جائحة كورونا على المصريين كان التعليم وسيظل. فجأة تم تعليق الدراسة بالجامعات والمدارس وكان السؤال الطبيعى ما مصير ملايين الطلاب بكل سنوات الدراسة؟. كان الحل الذى فرضته الضرورة وحسابات المستقبل هو الاستمرار فى العملية التعليمية لكن «عن بعد».. وهنا نتوقف أمام عدة حقائق ربما تكون قد تاهت أو توارت خلف زحام المخاوف وأحيانا المصالح الضيقة..

كان هناك اتجاه لا يمكن تجاهله لتغيير القواعد والوسائل الخاصة بالتعليم ككل وبالذات ما قبل الجامعي، ولأن أى تغيير يحتاج لإعداد المسرح الذى سيشهد الأحداث، ولأن ذلك لم يكن واضحا بشكل كبير فقد اصطدم وزير التعليم طارق شوقى برفض مجتمعى لخطط التحديث الى الحد الذى جعل قطاعا لا يستهان به من وجهاء الرأى العام  يقول بأن فيروس كورونا أبقى على عدد من الوزراء فى مقاعدهم كانوا أقرب الى مغادرتها ومنهم الدكتور طارق شوقى.

وبمنطق الضرر النافع فإن الضرورات التى فرضتها ظروف تعليق الدراسة سرعت بعملية الاعتماد على أساليب التعلم عن بعد ولم يجد الرافضون سابقا للوزير إلا أن يمسكوا أنفسهم عن النقد وينتظروا النتائج وما ستؤول اليه الأمور فى التعليم.

الأمر الثانى الذى لا يجب أن يغيب عن وعى وإدراك الكثيرين أن الهيئة القومية لضمان جودة التعليم  والاعتماد والمسئول الأول والأوحد عن وضع المعايير الضابطة والحاكمة لعمل كل مؤسسات التعليم كانت أسبق من فيروس كورونا ومن وزارتى التعليم والتعليم العالى فى تحديد كافة معايير التعلم عن بعد والمعايير المعمول بها دوليا فى إجراء الامتحانات والاختبارات بكل مستوياتها. وأعتقد أن الدكتورة يوهانسن عيد رئيس هيئة ضمان جودة التعليم كانت ولاتزال هى الرقم الصعب فى معادلة التعليم ولو لم ينتبه كثير من المسئولين عن التعليم فى مصر الى اهمية هيئة ضمان جودة التعليم وتقديم كل الدعم للسيدة المسئولة عن هذه الهيئة فإن كثيرا من الجهود الطافية على السطح الآن سنكتشف أنها ذهبت هباء ولم تكن سوى طنطنة بغير طحن، خاصة أنها سيدة تفتقر لثقافة الشو و"اللقطة اللى تكسب" وهذا تكريم لها وليس نيلا منها.

لو لم يتم تدريب المعلمين والادارات العليا بكل مؤسسات التعليم – الجامعى وما قبل الجامعى والأزهرى – على أساليب التعلم عن بعد وأدواته وكيفية توظيف هذه الأدوات – فلن نحقق أى تقدم فى هذا الملف الهام جدا، ولكى نحقق تقدما فلابد أن نضع الحصان أمام العربة وليس العكس، والحصان هو هيئة جودة التعليم التى تملك ادارة تدريب تستطيع فى حال دعمها ان تقدم خبراتها لكل مؤسسات التعليم فى مجالات تدريب المعلمين والادارات العليا على برامج ووسائل وأساليب التعلم عن بعد ..

وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار يعمل بهدوء، وبسهولة يمكن رصد تعاونه مع مختلف المؤسسات المعنية بالتطوير والتحديث وتحدى الظروف الطارئة . المسألة الآن ليست فى تجاوز أزمة كورونا بإنجاح موسم دراسى كان على وشك السقوط ، والآن أصبح على وشك الاختتام بسلام وأمان .. الأهم من ذلك أن نخرج من أزمة كورونا بمشروع لمستقبل التعليم فى مصر يغير وجه الحياة حتى على المستوى الاجتماعى على اعتبار أن أحد عناصر التعلم عن بعد هم أسر المتعلمين الذين سيصبحون مشاركين فى العملية التعليمة أكثر منهم متابعين. التعليم عن بعد يخلق ما يشبه جمعية عمومية دائمة الانعقاد من كل أفراد المجتمع.

وأخيرا .. كم أتمنى ألا أعود للكتابة فى نفس المكان وأقول إن آفة حارتنا النسيان .. يا سادة التعليم منظومة متكاملة ووزارتا التعليم والتعليم العالى مثل قوات المشاة فى الجيش، وهيئة جودة التعليم مثل هيئة الأركان التى تخطط وتوجه .. التعليم حرب أقوى أسلحتها الأفكار والنظم والمعايير وثقافة المستقبل ..احرصوا على صورة مصر غدا أكثر من حرص البعض على الشو أو اللقطة العابرة ..