رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

فى الثامن عشر من شهر مايو من عام 1963 ومنذ ٥٧ عامًا تم الإعلان عن افتتاح مطار القاهرة «بوابة مصر الأولى لإفريقيا والشرق الأوسط» والذى يعد البداية الحقيقية لتسهيل الطيران المدنى للمواطنين.. و«مطار القاهرة» حكاية حب وراع لكل أفراح وأتراح المصريين، فداخل صالاته أطلقت الزغاريد احتفالا بانتصارات مصر والمصريين فى مناسبات وبطولات عدة ومختلفة..وأيضا شهد الصراخ والنحيب فى استقبال جثامين علماء جلل وشخصيات هامة.

يا سادة.. إنه مطار القاهرة أنها ٥٧ عاما من التحدى عاشها ويعيشها كل يوم ولحظة وثانية كل من تولى أمره وفى كل مرة يتعرض فيها المطار إلى تحدٍ يتخطى هذا التحدى ويقفز فوقه إلى رحاب أوسع.. سنوات وتحديات مرت بمطار القاهرة ولكن التحدى الأكبر كان منذ حركة ٢٥ يناير ٢٠١١ ومن بعدها الحادث الإرهابى الذى تسبب فى سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أكتوبر ٢٠١٥ ليدفع الطيران المدنى كله الثمن غاليًا.. ولكن لأن القائمين على أمر الوطن والطيران المدنى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من البذل والعطاء، فدائما يقبلون التحدى ويقفزون فوق المعوقات والعقبات ليشهد مطار القاهرة فى سنواته الأخيرة استكمالا للمشروعات التى توقفت منذ ثورة يناير ٢٠١١ وتوقف النهضة التى شهدها الطيران والمطارات على يد الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر ووزير الطيران الأسبق ومرشح رئاسة الجمهورية.

وفى همستى بتاريخ ٢٦ مايو وخلال احتفال مطار القاهرة بعيده الخامس والخمسين كتبت كيف استطاع مطار القاهرة فى تلك الفترة خلال تولى وزير الطيران الأسبق شريف فتحى ورئاسة المهندس محمد سعيد محروس رئيس القابضة للمطارات والملاحة الجوية والمحاسب مجدى إسحاق رئاسة شركة ميناء القاهرة الجوى أن يصل إلى العالمية فى كل شىء وتم تأمينه بأعلى درجات التأمين العالمية.. فتم افتتاح قرية البضائع الجديدة على مساحة 17 ألف متر بما يمثل طفرة لحركة التصدير والاستيراد فى مصر وافتتح مبنى الـ DHl بمطار القاهرة على مساحة 10000 متر وهو المحور الرئيسى للتوزيع فى إفريقيا والشرق الأوسط، وافتتحت بوابات الجوازات الالكترونية لتتيح للراكب إنهاء إجراءات الجوازات خلال سفره ووصوله فى دقائق معدودة دون الوقوف فى طوابير الجوازات...كما تزين مهبط الطائرات بلوحات بيئية.. وتركيب 200 كاميرا مراقبة على أسوار المطار وافتتح الممر L05 والذى يصل طوله إلى 3300 م بعرض 60 م بعد تطويره وتجهيزه بأنظمة الملاحة المتطورة وتزويده بالإضاءة الحديثة LED ليكون جاهزًا لاستقبال الطرازات المختلفة من الطائرات، وعلى رأسها الطرازات العريضة والعملاقة. وافتتح مبنى الركاب 2 بعد تطويره وزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 7.5 مليون راكب سنويًا والذى أخذ المهندس محمد سعيد وقتها على عاتقه افتتاحه رغم كل المقدمات التى كانت توحى بعدم افتتاحه، ليعمل ويشهد حركة نقل غير مسبوقة وتتصارع الشركات الدولية والعربية لأخذ مكان لها به.

وحصل مطار القاهرة على «شهادة الأيزو المتكاملة» فى البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية وافتتحت محطة محولات كهرباء (2) بجهد (66 / 11 ك) لتغذية مبنى الركاب (2) و(3) بالطاقة الكهربائية الكافية وفى العام ذاته حصل مطار القاهرة على جائزة أفضل مطار فى الشحن الجوى بإفريقيا وأقرت شركة SGS العالمية المانحة لشهادات المطابقة الدولية استمرار مطار القاهرة فى مطابقته لمتطلبات نظام إدارة الجودة طبقًا للمواصفة الدولية.

وبعد مرور عامين وخلال الاحتفال بالعيد السابع والخمسين لمطار القاهرة لم يكن أحد يتوقع مهما سرح به خياله التشاؤمى أن يعيش مطار القاهرة بل والطيران المدنى ليس المصرى فقط ولكن العالمى كارثة مثل تلك التى يعيشها الآن لم نكن نتخيل أن تلك الإنجازات التى كنا نتوقع عشراتها أن تتوقف وتتوقف معها عقارب الساعة وتصمت أصوات محركات الطائرات على أرض مهبط مطار القاهرة وتقف عجلاتها مشلولة الحركة بفعل فيروس كورونا المستجد الذى أربك كل الحسابات.

يا سادة.. كنت فى هذا التوقيت من كل عام أجهز مع زملائى جميع العاملين بمطار القاهرة من أعلى قيادة لأصغر عامل لنحتفل بكيف استطاع مطار القاهرة القفز فوق كل الصعاب والتحديات ويوما بعد يوم تتحقق الإنجازات وتتعالى الأرباح محققة أرقام جهود مخلصة لله والوطن..ولكن جاء احتفال هذا العام وسط توقف شبة كامل للحركة منذ ١٩ مارس الماضى وحتى الآن إلا من تلك الرحلات الاستثنائية لعودة العالقين من دول العالم..وبالرغم من ذلك وبالرغم من كل هذه الخسائر إلا أن لدينا «رئيس جمهورية عبدالفتاح السيسى» لا يعرف المستحيل ولا يرضى بغير القفز فوق التحديات والصعاب بديلا وبالتالى فإن رجاله فى كل موقع من الدولة لا يقلون ولا يجب أن يقلوا عن هذا الفكر والتحدى.

يا سادة..ونحن نحتفل بالعيد السابع والخمسين لمطار القاهرة فإن ثقتى فى القائمين على أمر الطيران المدنى الآن وهم ليسوا بالجدد على أماكنهم بل تولوها قبل ذلك وحققوا فيها إنجازات محفوظة لقادرين على قبول التحدى الصعب وسط ظروف ومؤامرات تحيط بالوطن داخليًا وخارجيًا، أما العاملون بمطار القاهرة فكانوا وما زالوا وسيظل لديهم نفس الإصرار والحماس لإثبات ولائهم للوطن وللشركة وخاصة بعد تلك الأزمة الصعبة التى مر بها ليس مطار القاهرة فقط، ولكن الطيران المدنى المصرى كله..وأعتقد أن كلمة المهندس محمد سعيد محروس رئيس القابضة للمطارات والملاحة الجوية والتى أرسلها للعاملين لتهنئتهم بالعيد الـ ٥٧ جاءت معبرة عن كل ما يجيش داخل صدور جميع العاملين ليس بمطار القاهرة فقط، ولكن جميع العاملين بالطيران المدنى وعلى رأسهم الطيار محمد منار عنبة وزير الطيران ونائبه اللواء منتصر مناع..وأعتقد أن تلك الكلمات التى تحمل أسفاً لحلول ذكرى إنشاء مطار القاهرة هذا العام، وسط توقف شبه كامل لحركة الطيران والسفر فى البلاد، بسبب جائحة كورونا...وإحساس القيادات برغبة العاملين للعودة للعمل بمطار القاهرة وسط الطائرات والركاب وتأدية عملهم فى صالات السفر والوصول والمهبط وخلف مكاتب الاستعلامات وشاشات وجداول الرحلات.

وكالعادة لم ينس المهندس محمد سعيد توجيه الشكر لكل من بذل الجهد والعرق لإنشاء وتطوير المطار، الذى رأيناه يتوسع ليشمل 3 مبان ويتطور ليضاهى المطارات العالمية، وأن يكون فرصة لتجديد التزام الجميع للعمل بكل قوة عند عودة الحركة الجوية فى أقرب وقت.

همسة طائرة.. تحية إلى كل الشرفاء والمخلصين بمطار القاهرة وتحية لكل قيادة رسمت على خريطة مصر مطارًا دوليًا هو درة المطارات.. وتحية لكل عامل نزل عرقه على أرض المهبط ليغسل سمعة وطنه مما ألم بها من المتآمرين وتجار الأوطان والمبتزين.. ليظل مطار القاهرة.. ٥٧ عاماً راعياً لأفراح المصريين.