رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

السنوات كفيلة بأن تغير أى شخص ما بين اختبارات ومصاعب وعقبات وربما طفرات.. ربما تجعلك تلك السنوات أكثر إدراكًا بالدنيا الزائلة فتترك موائد الحياة بعد أن تكتشف زيفها.. ربما تصاب بالسلطة فتمتلك شهوتها وبعد تصل إلى مكانة عالية بين الناس ووسط صولجان الإطراء والثناء لن تجد يا مسكين مصلًا أو دواء وقد سقطت فى بئر الذنوب والأخطاء المزينة. ربما تنفع الوقاية قبل ولكن بعد السقوط من الصعب التخلص من هذا الوباء

استمتع بحديث الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عن التواضع وفيه معانٍ كثيرة للحياة.. كشف لنا الطيب فضيلة التواضع فى بلاد غير المسلمين والتى للأسف هى أظهر منها فى بلاد المسلمين، حيث لا تجد الحرص الشديد على ذكر الألقاب مثلما يحدث عندنا وما تعودنا عليه بضرورة اقتران الاسم باللقب مثل الباشا والبيه وصاحب المعالى وغيرها والتى خيلت لأصحابها من فرط ترددها على أسماعهم أنهم متميزون عن البشر وأنهم ينتمون إلى طبقة أعلى وأسمى منزلة من طبقات الآخرين وهو من أخطر ما نقع فيه الآن أو ربما تسقط فيه فئات وهو الكبر وتوزيع الألقاب والتى وضعت بذرة الكبر حتى أنها جعلت من متقلديها يظنون أن من حقهم أن الارتفاع عن بقية الطبقات بل ومن حقهم أيضًا توريث أبنائهم المناصب والجاه.

ولم تكن المرة الأولى التى ينتفض فيها هذا الفارس الطيب، حيث مواقفه فى الدفاع عن الإسلام والأمة الإسلامية من الهجمة التى تتعرض لها الرموز الإسلامية من علماء بذلوا كل شيء من أجل التنوير وتوصيل الدعوة إلينا وآخرها الهجمة على الإمام ابن تيمية من خلال الدراما الساقطة.. ولم يترك الإمام الطيب مجالًا دون الدفاع عن الأمة أو إيقاظها من غفوتها ولا ننسى حديثه فى ملتقى الخشت رئيس جامعة القاهرة والذى أشار فيه بمنتهى القوة عن ما نعيشه الآن نحن العرب من الخزى من مشاهد ترامب وإسرائيل وهم يخططون لنا لحل مشاكلنا.. رغم امتلاكنا الجامعات فى مختلف العلوم وما زلنا لا نستطيع تصنيع كاوتش سيارة ونشترى السلاح منهم لقتل أنفسنا.. نشترى الموت بفلوسنا..

وأخيرًا جاءت دعوة الطيب للإنسانية فى اليوم العالمى للدعاء والصلاة من أجل الإنسانية تحت أزمة جائحة «كورونا» والتى تطلقها لجنة الإخوة الإنسانية تضيف إلى رصيد الطيب المزيد من الحب والثناء ليس فى العالم الإسلامى وحسب بل فى العالم كله وذلك لمكانة شيخ الأزهر دولي.

إننا فى حاجة بالفعل إلى التواضع وترك الألقاب وتختفى تلك المسميات الفارغة فلا يوجد بيننا باشا مصر أو معالى وسمو وفضيلة.. أننا فى حاجة إلى هذا الحديث الشريف عن عائشة رضى الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) رواه الترمذى.

يذكرنى الإمام الأكبر وأنا أستمع إليه بالآية «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».

جزاك الله خيرًا عنا يا إمام.