رؤى
قبل أن أتناول قرار د. حاتم أبوالقاسم مدير معهد الأورام الخاص بمواعيد جرعات مرضى السرطان، أكرر شكرى للدكتور عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة الذى وعد بإحداث تغييرات جذرية لصالح المرضى، وإلغاء جميع الإجراءات البيروقراطية التى تحملها إدارة المعهد على المرضى، وأنه لن يترك مريضًا يعانى بسبب البيروقراطية.
كما أتوجه كذلك بالشكر إلى اللواء شريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية على اهتمامهم، وتكليف أحد رجال الهيئة بزيارة المعهد، وزاره بالفعل وبحث كيفية تخفيف الإجراءات عن المرضى الذين ينامون باليومين والثلاثة على رصيف المعهد انتظارًا لجرعات الكيماوى.
وقد سبق وتناولت هنا المعاناة التى يمر بها مرضى السرطان، خاصة التابعين للتأمين الصحى ونظام العلاج بأجر، حيث تحملهم إدارة المعهد بإنهاء اجراءات من صميم عمل الموظفين، كما تلزم المريض باجتياز عشر خطوات تستغرق يومين أو ثلاثة لكى يتلقى جرعة الكيماوى (تسجيل التذكرة، إحضار الملف من الأرشيف، إرساله لكونتر الطبيب، العرض على الطبيب، انتقال الملف إلى قسم تحرير فواتير العلاج، إلزام المريض بختم الفواتير، إلزامه باستخراج كشف مستهلك، صرف الأدوية، الانتقال لمبنى الجرعات، انتظار تجهيز الجرعة، انتقال الجرعة إلى كونتر للتسجيل، انتقال الجرعة لكشك الحقن).
المرضى الذين يترددون على المعهد يحضرون من العديد من المحافظات: المنيا، سوهاج، دمياط، بنى سويف، الشرقية، الفيوم، الغربية، مرسى مطروح.. وأغلب المرضى من الشرائح المتوسطة والفقيرة مثل العبد لله، وسفره إلى القاهرة يكلفه ماديًا وجسديًا، ويضطر غير القادر منهم النوم أمام المعهد لمدة يومين أو ثلاثة لكى ينهى الإجراءات البيروقراطية غير الإنسانية لكى يحقن بالجرعة، ويعود إلى منزله يرتاح لمدة يوم أو يومين ثم يبدأ الرحلة غير الآدمية مرة أخرى.
وقد تحدثت مع العميد ومع المسئول عن العلاج بأجر، ولم نصل لنتيجة، لا يمتلكان أية حلول، ولا حتى القدرة على الحل، حتى أن المسئول عن العلاج بأجر، وهو يحمل درجة الأستاذية، الذى كان يبرر كل شىء، فوجئت بأنه لا يعرف ما هى الخطوات ولا الأوراق المطلوبة.
من يومين إدارة المعهد: العميد، والوكلاء، والمسئول عن العلاج بأجر، تفتق ذهنهم عن اجراء يفطس من الضحك، خيل لهم أنه سوف ينهى المشكلة ويخفف الاجراءات عن المرضى التى تنتظر الموت بين لحظة وأخرى، ما هو الإجراء؟، قرار يقنن الإجراءات والروتين والمعاناة لمرضى السرطان، قرار يعترفون فيه بالفشل وقلة الحيلة والبيروقراطية، قرروا، بتوقيع العميد، أن يأخذ أصحاب الجرعات الصغيرى، التى تستغرق ساعة فأقل، الجرعة بنفس يوم الكشف، وأصحاب الجرعات الطويلة، ساعة وحتى خمس ساعات، ينهى الإجراءات فى يوم، ويتلقى الجرعة فى اليوم التالى».
العميد ومن معه اعتقدوا للأسف أن الحل فى حجم الجرعة، كبيرة، صغيرة، طويلة، قصيرة، هذا مع أن المشكلة التى يستوعبها الطفل فى المرحلة الابتدائية، هى الإجراءات، فى المراحل التى يمر بها المريض، صحاب الجرعة الصغيرة أو الكبيرة، لكى يفوز بالجرعة، كيف سيجتاز المريض بالسرطان المراحل العشر؟