هل هذه المعارك الرهيبة بين قواتنا الباسلة وعصابات الإرهاب بجد يا بابا، بجد يا ولدى وبحق وحقيق، وما ظهر مجسداً على الشاشة فى مسلسل «الوطنية المصرية/ الاختيار»، لا يعدو مشاهد خاطفة من معركة شرسة من حرب متواصلة، السمر الشداد يسطرون أعظم البطولات، ويروون الأرض العطشى بدمائهم الزكية.
يحضرنى قول الشاعر الفذ بشار بن برد: «أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم/ قد ضل من كانت العميان تهديه».. وبالمثل قد ضل من كانت عصابة الإخوان تهديه، و«الاختيار» أقوى رد على تخرصات زعران الإخوان والتابعين، ويمحق باطل المرجفين، وخلاصته درس فى الوطنية والشهادة فى سبيل الوطن.
توقفت ملياً عند جملة «الشهيد أحمد المنسى» على لسان المتألق «أمير كرارة»، «همه عايزين سيناء» ليوقظ وعى الجنود فى معركة الوجود، الهدف واضح، والدفاع عن كل حبة رمل من رمال سيناء واجب مقدس، سيناء مزروعة بأرواح الشهداء، كل شجرة زيتون ارتوت بدماء شهيد مصرى، زيتون سيناء معطر بعطر من دماء الشهداء، لو نطق الشجر لقال هنا شهيد، لو نطق الحجر، لو نطق الجبل، لو نطقت حبات الرمل، وموجات الشاطئ الفيروزى، سيناء تحرسها أرواح الشهداء.
حرر سيناء شعب أبى دفع من دماء أبنائه وعن طيب خاطر، وخرج من بين الصفوف بطل عظيم اسمه «محمد أنورالسادات» ونخبة من فرسان العسكرية المصرية، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، أعادوا سيناء محررة لشعبها، وتركوها أمانة، إنا عرضنا الأمانة، وحملها الأبطال.
وحافظ على سيناء على مر السنين أبطال مقدرون، حملوا الأمانة، وفى الأخير برز بطل من نسل أبطال، من ضلع شعب عظيم، من بين الصلب والترائب، تصدى بفروسية لمخطط إخوانى خبيث لفصل سيناء عن قلب الوطن الأم، خططوا بليل لبيعها ليشربوا بثمنها لبناً، وسخر الله سبحانه من صلب هذا الشعب قائداً يعرف موقع سيناء من الإعراب الوطنى، وموقعها من إحداثيات الأمن القومى.
ليس ببعيد، وللذكرى، ورئيس الإخوان فى قصر الاتحادية ومكتب الإرشاد فى المقطم وكتائب الإخوان فى الشوارع، أصدر وزير الدفاع والإنتاج الحربى، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسى قراراً رقم 203 لسنة 2012 بشأن تحديد قواعد وضوابط التملك/ تقرير حق الانتفاع فى منطقة شبه جزيرة سيناء. القرار التاريخى الذى أصدره قائد مصرى من بين الصلب والترائب، صدم الإخوان والتابعين، وأفسد عليهم مخططهم الدولى لتوطين الحمساويين فى سيناء، ولولا هذا القرار الوطنى الشجاع لكانت سيناء ضاعت فى عام الإخوان الحزين.
القرار الذى يمكن الاطلاع عليه فى الجريدة الرسمية صدر بوزارة الدفاع فى 10 من المحرم سنة 1434 هـ، الموافق 24 من نوفمبر سنة 2012 م، يحظر فى مادته الأولى تملك أو تقرير حق انتفاع أو إيجار أو إجراء أى نوع من التصرفات فى الأراضى والعقارات فى المناطق الآتية: المناطق الاستراتيجية ذات الأهمية العسكرية، المناطق المتاخمة للحدود الشرقية لجمهورية مصر العربية بمسافة 5 كم غرباً (عدا مدينة رفح والمبانى المقامة داخل الزمام وكردونات المدن فقط والمقامة على الطبيعة قبل صدور القرار الجمهورى رقم 204 لسنة 2010).. وإلخ، ويسمح القرار فى مادته الثانية بالتملك فى منطقة شبه جزيرة سيناء للأشخاص الطبيعيين من حاملى الجنسية المصرية (وحدها دون غيرها) من أى جنسيات أخرى، ومن أبوين مصريين، وللأشخاص الاعتبارية المصرية المملوك رأسمالها بالكامل لمصريين حاملى الجنسية المصرية وحدها دون غيرها من أى جنسيات أخرى ومن أبوين مصريين، وذلك بهدف القيام بالمشروعات، ولا يسمح بوجود غير المصريين فى هذه المنطقة.
يسمح بتملك المصريين فقط داخل الزمام وكردونات المدن والقرى والأحوزة العمرانية والكتلة السكنية الواقعة فقط فى المنطقة (ج)، يسمح بوجود المصريين بمقابل حق انتفاع فقط دون تملك فى الأراضى الصحراوية خارج الزمام.
ويحظر القرار فى مادته الثالثة تملك أى أراض أو عقارات مبنية بشبه جزيرة سيناء لغير المصريين. ومع عدم الإخلال بالأحكام المنصوص عليها فى المرسوم بقانون رقم 14 لسنة 2012 ولائحته التنفيذية، وفى مادته الرابعة يشترط القرار نصاً مانعاً يراعى متطلبات الأمن القومى المصرى: «فى جميع الأحوال سواء تملك/ تقرير حق انتفاع للمصريين للأراضى والعقارات، أو تملك/ تقرير حق انتفاع لمنشآت مبنية فقط بغرض الإقامة لغير المصريين دون تملكهم لأى أراض، ضرورة الحصول على موافقة وزارتى الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العامة».
طالع يا مصرى بعقلك كيف تحسب القائد العام وزير الدفاع الوطنى المعجون بتراب هذه الأرض الطيبة، لمخطط الاستلاب الإخوانى/ الإسرائيلى/ الأمريكى لمثلث (رفح/ العريش/ الشيخ زويد)، وكيف احتاط لمخطط دولى خبيث لسلخ شمال سيناء من حدود الدولة المصرية. بالله عليكم، من أصدر مثل هذا القرار المسجل بأحرف من نور فى سجل الوطنية المصرية يصدق فيه كذب الإخوان على قنوات رابعة أول كل حرف من حروف هذا القرار الذى ينساه ويتناساه المرجفون فى الأرض، ينطق بالحرف بأن الجيش الذى حرر الأرض حافظ ويحافظ عليها، سيحافظ عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولولا هذا القرار الوطنى الذى أصدره هذا الرجل الشجاع لكانت سيناء ضاعت، وشرب الإخوان بثمنها لبناً فى الدوحة الملعونة حيث يختانون وطنهم فى المضاجع القطرية.