رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

فى سطور من تاريخ العلاقة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفرعها فى أثيوبيا، كان لمجلة «صهيون» فضل السبق فى بحث هذه المسألة الكنسية الهامة، من كل نواحيها، إذ أظهرت جميع ظروفها، وطبقت كل ما حدث على قوانين الكنيسة، وقرارات المجامع المقدسة، ولجأت إلى التاريخ القديم والحديث، لتضفى ضوءًا وهاجًا على العلاقة التاريخية المتينة بين الكنيسة القبطية وربيبتها الكنيسة الأثيوبية، ومن حق قرائنا علينا أن نسجل لهم باقى المراحل التى سارت فيها هذه المسألة إلى يومنا الحاضر:

فى عدد المجلة «يوليو 1946» مقالًا حول المسألة الأثيوبية، جاء فيها «لقد صمم المتطرفون وجلهم من المنتمين إلى الكنائس الأجنبية على فصل الكنيستين، ولما كانوا أقلية ضئيلة بأديس أبابا لم يستطيعوا أن يظهروا رغبتهم هذه للشعب، ولذلك مهدوا لذلك بمقالات وإذاعات أخذوا ينشرونها تباعًا فى جرائدهم وحشوها كثيرًا من المغالطات ليؤثروا على الرأى العام الأثيوبى، وأهم ما فى تلك الدعايات ما يأتى:

أولاً: أن أثيوبيا دولة مستقلة، ذات كيان سياسى مستقل، يحكمها إمبراطور وحكومة أثيوبية مستقلة، فكيف لا تكون كنيستها مستقلة، ويكون بطريركها أثيوبيًا مستقلاً، وكيف تلجأ فى طلب رئيسها الدينى من الأقباط بمصر وهم أقلية سياسية حتى فى بلادهم.

ثانيًا: أن مطارنة الأقباط لم يخدموهم فى جميع القرون الماضية، وتركوهم فى جهل مطبق، ولم يسعوا فى رفع شأنهم دينيًا وأدبيًا وثقافيًا، فى حين أن الإرساليات الأجنبية تنشئ المدارس، والكنائس، والمستشفيات.

ثالثًا: أن هؤلاء المطارنة يجهلون اللغة الأمهرية، فلا يستطيعون أن يؤدوا مهمتهم الخطيرة خير تأدية. هذه هى كل الأسباب التى ظلوا يكررونها، ويعيدون نشرها فى السنتين الماضيتين، ليؤثروا على الرأى العام الأثيوبى، لكى يجاريهم فى نزعتهم الانفصالية، ويثور على الكنيسة القبطية، ولكن الأثيوبيين الأذكياء المتدينين لم يقتنعوا بمثل هذه الأسباب الواهية : لأنهم دولة مستقلة، وكانوا كذلك مدة 1600 سنة، ولكن هذا الاستقلال الذى لم تشبه شائبة فى كل هذه العصور لم يمنع كنيسة أثيوبيا أن تستمد رؤساءها ومواهب الروح القدس من الله على أيدى رؤساء الكنيسة المرقسية بمصر، بالرغم من أن مصر لم تتمتع بالاستقلال التام يومًا واحدًا فى كل هذه المدة الطويلة، ويعلمون أن دول أوروبا وآسيا وأمريكا العظيمة لم يمنعها استقلالها السياسى من أن تستمد سلطانها الدينى من بابا روما، ويعلمون بل ويتأكدون أن مطارنة الأقباط فى كل هذه المدة الطويلة خدموا الكنيسة الأثيوبية بإخلاص نادر، وتفانوا فى رعاية الأثيوبيين، وضحوا بحياتهم ومواهبهم فى سبيل صيانة العقيدة الأرثوذكسية سالمة إلى يومنا الحاضر، ويوقنون أنه لولاهم لزالت هذه العقيدة من أثيوبيا وانتشرت البدع، ولاستولت عليها الكنائس الأخرى، بل ويعلمون فوق ذلك أن ما يتمتعون به من الاستقلال السياسى وليد تمسكهم بالكنيسة القبطية التى ليس لها غرض سياسى، بل كل أمانيها الخدمة الدينية المحضة.. وفى عدد قادم تكملة لبيان جوانب من تلك العلاقة..

[email protected]