رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

ليست تلك المحنة هى الأولى التى تمر بها يا وطنى الحبيب، بل محن كثيرة مرت بك ومررت بها ولكن كان النصر والعبور فوق تلك المحن هو حليف أهلك وناسك وتاريخك دائما وأبدا.

يا سادة.. فى ذاكرة كل منا تلك الحكايات التى كان أهالينا يحكوها لنا ونحن صغار بكل فخر عن كيف عبرت مصر القناة وانتصرت على العدو الصيهونى فى أكتوبر ١٩٧٣.. بعد مرارة النكسة فى ٦٧، ومن قبلها عدوان ٥٦ من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل وموت أولادنا بالأسلحة الفاسدة بعد خيانة حرب ٤٨ ومؤامرة النظام على الشعب وقبلها الكثير والكثير من المحن والصعاب التى تخطاها هذا الشعب الأبى.. ولابد أن يأتى اليوم الذى نحكى فيه نحن وأولادنا إن شاء الله لأحفادنا فيه كيف انتصرت مصر وقفزت فوق كل مؤامرات تعطيشها وتجويعها وتركيعها وتشريد أهلها.. لأن مهما حصل فأهلها بخير مهما حاولوا يقولون عنه فالطيبون قادرون دائما على الصمود والتحدى.

يا سادة.. إن ما تمر به مصر ليس إلا امتحانًا صعبًا لنا جميعًا وعلينا جميعًا شئنا أم أبينا أن نتحمله ونجتازه بنجاح يبهر أعداءنا حتى ولو ازدادوا علينا تآمرًا حتى يبقى لنا الوطن.. فالوطن الذى لا نشعر بقيمته بجهل بعضنا وغباء بعضنا الآخر يعلمه من حرم منه.. يعلمه إخواننا فى فلسطين عندما باعوا أراضيهم لليهود فى الماضى وشاركوا بجهلهم فى ضياع وطنهم وأصبحت أرضهم للمحتل وهم الآن من يبحثون عن «حلم العودة».. نراه على وجوه إخواننا السوريين الذين انصاعوا وراء الفتنة ووهم الثورة حتى ضاع الوطن وشردوا فى البلاد وعلى الحدود، ولذلك فعلينا ألا ننساق وراء جهل بعضنا وأن نقف صفًا واحدًا فى ظهر رئيسنا وجيشنا وشرطتنا حتى نعبر بالوطن كما عبرنا من النكسة إلى النصر فى أكتوبر 1973 وحولنا الانكسار إلى انتصار حيّر وما زال يحير دولًا وأنظمة وأجهزة مخابرات.

وفى تلك الأيام العصيبة على العالم كله حيث يجتاح فيروس كورونا العالم حاصدا آلافاً من أرواح البشر، تسعى الدولة جاهدة بكل أجهزتها وإمكانياتها للعبور فوق هذا التحدى من أجل صحة المصريين والحفاظ على أرواحهم التى أكد سيادة الرئيس أنها أغلى من أى أموال ورصد لمحاربة كورونا ١٠٠ مليون جنيه فى وقت من أصعب وأخطر المراحل فى حياة الحبيبة مصر وهى مرحلة البناء ومشروعات بالمليارات مفتوحة هنا وهناك وضغوط دولية وأفريقية وعربية وملفات صادمة على رأسها مؤامرة تعطيش وتركيع الشعب المصرى بملف سد النهضة الذى تتصدره إثيوبيا بكل صلف وتعنت تدعمها من الخلف دول وأنظمة تسعى جاهدة لإسقاط هذا الوطن الأبى.. فهل نحن مدركون ذلك؟ وإذا كنا مدركين فهل جاهزون لهذا التحدى؟.. عن نفسى أثق «ثقة المؤمن بربه الواثق فى نصره المبين» فى قيادتى السياسية ورئيسى وأجهزة دولتى من مخابرات وخلافه وإن شاء الله نعبر فوق تلك المحن.

وفى الطيران المدنى.. هذا القطاع الذى أعشقه عشقى لوطنى ولمَ لا أليس هو جزء من أمن هذا الوطن؟ أليس هو هذا القطاع الاستراتيجى الهام والخطير والمتعلق بصناعة من أثقل وأدق الصناعات وهى النقل الجوى.. هذا القطاع يمر الآن بمرحلة من أصعب مراحله، فأبداً مهما مر عليه من أزمات وتحديات وإرهاب وثورات وخلافه.. لم أرَ هذا المشهد الصادم حيث أغلقت المطارات أبوابها.. وركضت الطائرات على الأرض بعد قرار رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولى بتعليق حركة الطيران منذ ظهر الخميس ١٩ مارس وحتى ٣١ مارس.. ولكن وكما قال الرئيس السيسى كله يهون من أجل الحفاظ على صحة وأرواح المصريين.. فبأيدينا نحفظ كرامتنا وأهالينا وسيادتنا على أراضينا. 

وبالرغم من قرار تعليق الطيران إلا أن الطيران المدنى لم يتنازل عن دوره فهناك فى بلد الضباب بريطانيا مصريون أصبحوا محاصرين بوباء كورونا أرادوا العودة لمصر ولكن فوجئوا بتعليق بريطانيا كل رحلات الطيران.. خاطبوا الخارجية المصرية.. ورغم كل الظروف والمحاذير فوجئوا بطائرة مصر للطيران يقودها وزير الطيران المصرى بنفسه تصل إلى المطار.. وأخذت المصريين فى رحلة خاصة إلى مصر.. وتم الكشف عليهم وعمل كل التحاليل وإخضاعهم للحجر الصحى فى مصر.. كل ذلك دون دفع تكاليف الرحلة اللى تعتبر خاصة ومن قبلها تم نقل أكثر من ٣٠٠ مصرى من ووهان الصينية مركز الوباء.. ومن كل دول العالم يقوم الطيران المدنى المصرى الآن بإعادة كل أبنائه من كل الدول التى ما زال مجالها الجوى مفتوحا.. ومن لا مجال جوى بيننا كما حدث مع السودان فيتم النقل بالطريق البرى.. وهو ما أكده الطيار محمد منار، وزير الطيران أنه سيتم إرسال رحلات طيران إضافية لعودة كل المصريين العالقين فى كل دول العالم تصل إلى 180 رحلة داخلية وخارجية يوميا فى وقت الذروة، مؤكدا أن كل العاملين فى الطيران سيحصلون على رواتبهم كاملة رغم وجود خسائر تقدر بـ2.25 مليار جنيه، وأن رحلات الطيران الداخلى ورحلات طيران البضائع لا يشملها قرار تعليق الطيران.

يا سادة.. رغم تعليق حركة الطيران إلا أن أبناء الوزارة وقياداتها مصرون على استكمال المسيرة عملًا بمبدأ «الضربة إللى ماتموتنيش تقوينى».. فوزير الطيران ونائبه يتابعان لحظة بلحظة عمليات التعقيم والتطهير للقطاع.. والمهندس محمد سعيد محروس رئيس القابضة للمطارات والملاحة الجوية أعطى تعليماته بألا تتوقف عجلة التطوير بالمطارات المصرية وأرسل الطيار عادل محجوب رئيس المصرية للمطارات لمتابعة عمليات التطوير بمطارات جنوب سيناء وبورسعيد والباقى ضمن خطة المتابعة.. واحتفل مع العاملين بسحب قرعة الحج وهنأ الأمهات العاملات بعيد الأم وأعطى لهن الأحد إجازة بهذه المناسبة.. والطيار رشدى زكريا رئيس القابضة لمصر للطيران يتابع رحلات النقل الداخلى والشحن والبضائع المستمرة رغم تعليق الرحلات.. وانتظام عمليات التعقيم والتطهير للمبنى الإدارى للشركة والحاسب الآلى وكل المبانى التابعة للشركة الوطنية.

همسة طائرة..

السادة المتآمرون نحن بكم مرحبون وعلى مؤامراتكم بفضل الله قادرون فمشكلتكم أنكم لا تقرأون التاريخ جيدًا ولا تعرفون أن تستوعبوا دروسه لترحموا أنفسكم على الأقل من نار الغل والتآمر التى تكتوون أنتم بها وليس نحن.. فالشعب المصرى قادر على بلع الصدمات واستيعابها والخروج منها أقوى مما كان، أما أنتم فصدقونى إنكم الخاسرون فقريبًا ستنقشع الغُمة ونعبر بمصر فوق آلامها وأحزانها كما عبرنا فوق هزيمتها ونكستها وانكسارها فالعبور فوق الِمحن ليس علينا بجديد. وتظل مصر ست الحبايب «أم الدنيا».