رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

ذهب الرئيس مبارك إلى ساحة العدالة الإلهية، احتضنه تراب مصر الذى أحبه، وتمسك به، ودافع عنه حتى آخر لحظات حياته، حفظ حق الوطن وشرفه، وفى ثبات لم نره جميعًا فى حياتنا كمصريين وعرب وأجانب، حافظ على كرامة الجيش المصرى ولياقته وأدبه وأخلاقه فطوال ما يقرب من تسع سنوات لم نسمع أو نرى منه أى هفوة، لم يعترض على إجراءات أمنية أثناء محاكمته أو صدرت منه كلمة تعبر عن ضيقه أو غضبه، كانت ردوده على القضاة مشرفة وغاية فى الأدب وحسن التعامل.

وأكاد أجزم بأنه الوحيد مع نجليه بارك الله فيهما الذين دفعوا الثمن وحدهم ولم نر المنتفعين منهم فى أى مشهد لم يرد الرئيس مبارك أو نجلاه على كل ما أثير ضدهم بل كان الأدب والرقى سلاحهم الناجح.. أنا لا أحكم على بشر ولا أعاتب ولكن كان موقفى واضحًا ومسجلاً ومكتوبًا عما حدث فى يناير 2011.

ولكن أتأمل دائمًا المشاهد وكم رأيت أناسًا يتعاملون مع الرئيس مبارك والسيدة قرينته وأولاده وكيف تغيروا مع الإخوان ومع نظام الرئيس السيسى.. أتعجب لقدرتهم على التلون والتلوى والانبطاح والجرى وراء مصالح دنيوية رخيصة ولم يتعلم للأسف أحد من درس الرئيس مبارك عليه رحمة الله تعالى.

ذهب مبارك إلى محكمة العدل الإلهية، إلى حاكم عادل لا تضيع عنده الودائع.. ذهب إلى الله عز وجل بما له وما عليه فهل يتعلم من تجربته أحد؟ هل يتراجع من يسيرون على مبدأ مع الجميع ضد الجميع لصالح أنفسهم.. أتمنى من الإعلام أن يواجه من هالوا التراب على الرئيس مبارك ومن قبله الرئيس السادات عليهما رحمة الله أبطال الحرب والسلام بحق والآن يقولون فيهما أحلى كلام وإذا مست مصالحهم تراجعوا ثم عادوا وكأنهم «ساعة حائط» مضبوطة على مصالحهم الفانية والمادية والزائلة رغمًا عنهم لأنه كما قال الرئيس مبارك: يبقى الوطن ونذهب جميعًا.

وأقول للرئيس مبارك وهو يحتضن تراب مصر وروحه فى السماء لقد تركت مصر بالموت لأنك أحببت الوطن وحاربت من أجله، سيذكر التاريخ أنك لم تهرب ولم تغادر تراب مصر وحرصت على تحريره كما حرصت تمامًا على بقائك بالوطن وتموت على ترابه وتدفن فى أرض كم حاربت من أجلها.. إنها معانٍ لم يفطن لها الكثير. لأنهم تحولوا «لحصالات فلوس» ومظاهر وجاهة اجتماعية.

وستظل تعاملات الرئيس مبارك الإنسانية باقية وسوف يدخل التاريخ كبطل ومحارب وحاكم عنيد فى حق الوطن وعودة أراضيه والمحارب الذى تحمل ويلات الحروب تحمل محاكمات لم تشهدها مصر من قبل، ويكفى أن مبارك كان أول «رئيس سابق أو أسبق للبلاد» وربما كان له أخطاء وخطايا ولكن كان له أيضًا مزايا واحترام للشعب والمسئولين والبقاء فى السلطة طويلاً ومراكز القوى التى تتسلل كالسوس فى خلايا الوطن ربما كانت أسبابًا لهذه الأخطاء والخطايا وقانا جميعًا نحن المصريين هذه المراكز سيئة السمعة شعبًا وحكامًا.

بالأمس استراح الرئيس مبارك بعد رحلة عناء عاشها بين الحروب والمفاوضات والعطاء والحكم عليه أولاً وأخيرًا لله عز وجل ثم للتاريخ وربما تقدره أجيال قادمة بإذن الله.
أدعو الله عز وجل أن يرحمه ويجعل سنوات عمره الأخيرة التى انتزع إعجاب الجميع بها شفيعًا له وأن يلهمنا نحن الصحفيين والإعلاميين روح العدل وقيمة الكلمة التى أقسم الله بها وأن يلهم أسرته الصبر.

ورحم الله من مات وهدى من بقى..