رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا كنت عاشقا للحيوانات الاليفة، أو تملك فى منزلك حوضا للأسماك فانتبه، فحروب الجيل السادس تأخذ صفات ومميزات الطيور والحيوانات والأسماك كأدوات للتجسس، وإلحاق الضرر عن بعد، وهذا النوع من الأدوات تتبناه وكالة داربا التابعة للبنتاجون وخاصة أننا بسرعة الصاروخ نقترب من الجيل السادس من الحروب، الذى يعتقد البعض أنّ روسيا هي أول من أطلقه، وهى بالطبع حرب تُدار عن بعد، من خلال استخدام الأسلحة الذكية لتأليب المجتمع من خلال التجنيد الكامل لشبكات الإنترنت بهدف تهديم أركان الدولة وإفشالها. وتتنوع الوسائل الذكية لتشمل استخدام كل الكائنات الحية المحيطة بك كجواسيس. و(داربا) هى وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية Defense Advanced Research Projects Agency، وهى تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية مسئولة عن تطوير التقنيات الناشئة للاستخدام العسكري، وأنشأها الرئيس دوايت أيزنهاور في فبراير عام 1958 ردًا على الإطلاق السوفييتي للقمر الصناعي سبوتنك 1 في عام 1957. من خلال التعاون مع الشركاء الأكاديميين والصناعيين والحكوميين، تصيغ داربا مشاريع البحث والتطوير وتنفذها لتوسيع حدود التكنولوجيا والعلوم، وغالبًا ما تتجاوز متطلبات القوات المسلحة الأمريكية العاجلة.

وقدمت المشروعات المُمولة من داربا تقنيات مهمة أثرت على العديد من المجالات غير العسكرية، مثل شبكات الكمبيوتر وأساس الإنترنت الحديث، وهى واجهة المستخدم الرسومية في تكنولوجيا المعلومات، وداربا مستقلة عن غيرها في ما يتعلق بالبحوث والتطوير العسكري وتقدم تقاريرها مباشرةً إلى الإدارة العليا لوزارة الدفاع. والوكالة مسئولة عن تطوير تقنيات جديدة للاستخدام العسكري أو بالمعنى الأصح تحويل الخيال الى واقع. وتعتبر داربا الممول الرئيس للعديد من التقنيات ذات الأثر الكبير على العالم بأكمله، ومن إنتاجها العصفور الآلي الذى استغرق العمل على انتاجه خمس سنوات؛ ليصبح معدا للتجسس والتصوير ونقل البيانات الى مسافات بعيدة، وزنه لا يتعدى 20 جراما، ويحتوى على نظام توجيه واتصالات وكاميرا تصوير، والعصفور له خصائص ايروديناميكية غير مسبوقة، وسيعمل على دعم القوات خلال عملياتها في المناطق الحضرية. ولأن فى الحروب قد تكون هناك حواجز تعيق تقدم القوات بمعداتها في المناطق الحضرية التي تضيع الوقت باستعمال السلالم والحبال؛ لذلك هناك أجهزة على شكل السحليات والعناكب والتي تمكنها من تسلق الجدران والأسطح الملساء بسهولة. وتمكنت داربا من التصنيع البيولوجي لجلد اصطناعي ذى خصائص فريدة تمكن من تسلق الأسطح الملساء مع حمولة تقدر ب 300 كيلوجرام، وستشكل تلك الاشياء بكل تأكيد عماد الهيمنة الامريكية على الاجواء، بل وسيتجاوز الامر الى حد التحكم عن بعد بحشرات حقيقية، ومنها خنفساء حقيقية يعطى لها الأوامر بالطيران أو الاستراحة او الطيران يمينا او يسارا بفضل الكترونيات تحملها على ظهرها وموصلة الى قرون استشعارها .

أما الأخطر فى تلك الحروب من الجيل السادس فهو استخدام السلاح الجيني، لأنه سيصنع خصيصا ليستهدف أصحاب جينات معينة دون غيرها، وتصرف عليها المليارات لخدمة ما يسمونه الدفاع الإستراتيجي. المثير للاهتمام هو أن داربا لا تقوم بهذا العمل بنفسها، فالوكالة لا تتعدى كونها حلقة وصل بين من يعمل بكدّ داخل احد مختبرات جامعة فيرجينيا وبين البنتاجون. هذا التعاون الوثيق بين الموهبة «المدنية» وبين الاستخدام العسكري لها، وانهيار الحدود بين الجانبين واحد من أهم الدروس  التى تعمل عليها داربا، فتقسم الوكالة إلى ستّة مكاتب وظيفتها اعتماد ومتابعة المشاريع. في كل مكتب عدد من «منسّقي المشاريع»، ويشرف كل منسّق بشكل مباشر على عدة مشاريع، ويشترط أن يكون بالأساس خبيراً بمجالها؛ هؤلاء المنسقون هم عملياً حصان الوكالة، فهم من يختارون الأفكار الجديدة لتزكيتها وبعضهم يشارك في طرح تلك الأفكار كذلك، وبعد اعتماد الأفكار، يخاطر هؤلاء بسمعتهم العلمية في سبيل تحويلها إلى حقيقة، والمخاطرة هنا ليست ببعدها الأخلاقي، وإنما بالمعنى التجريبي، وأحد أهمّ الأسباب لنجاح داربا، هو غياب الحسّ البيروقراطي في داربا، انطلاقاً من قناعة لدى الوكالة بأن العمل من «الأسفل إلى الأعلى» يضمن حريّة أكبر للباحثين، وبالتالي فرصة الإبداع تكون أوفر. ولذلك فإن ساحات المعارك فى الجيل السادس من الحروب لن تعرف الرحمة وكلمة السر «داربا»!