رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يتزامن موعد معرض القاهرة الدولى للكتاب مع ذكرى ثورة يناير 2011 وكم الدعاوى الفاشلة المحرضة على إعادة مصر إلى مربع الفوضى والانقسام والإرهاب الفكرى والأمنى الذى كان جزءاً من مؤامرة كبرى مازالت تبعاتها حاضرة فى أرجاء الوطن العربى من ليبيا إلى سوريا ومن السودان إلى اليمن ومن العراق إلى لبنان ومن تونس إلى فلسطين... هذا التزامن فى موعد المعرض مع كل ما أثير من قبل الموتورين عن الحشد والنزول وإعادة مشاهد الدمار والقتل والدم وترهيب وترويع المواطنين لم تجد إلا أن ذلك الشعب العظيم مازال محباً للحياة وراغباً فى مزيد من الاستقرار والاستمرار حتى وإن كانت الضغوط الاقتصادية والاجتماعية شبه مستحيلة فى تحملها والتكيف معها إلا أنه شعب حضارى يعلم جيداً أن استمراره هو فى سكونه وصمته وصبره وقوة احتماله حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتظهر بوادر الصبر ويطرح زرع السنين العجاف ويحصد المصرى الأصيل بعضاً مما تحمله وعاناه وقاسى منه على مدار سنوات وأعوام... فى معرض الكتاب هذا العام تواجد لجميع طبقات وفئات المجتمع العمرية والفكرية والاجتماعية كل فى شغلٍ عما يفعلون... مسرح للأطفال والأسر وبعض من أصحاب المواهب وبديلاً عما كانت تقوم به قصور الثقافة التى توفاها الله وسينما هى أيضا للعائلات وللذين لا يجدون ما يكفى لشراء تذاكر سينما بمئات الجنيهات للأسرة الصغيرة فهذه السينما تتيح فرصة مشاهدة أفلام بثمن زهيد لتذكرة دخول العرض ومع المسرح والموسيقى والسينما توجد ملاه بسيطة ولكن نظيفة ومنظمة لمن لديه أطفال لا يستطيع أن يدفع لهم ثمن ملاهى المولات والحدائق الكبري... محلات للأكل على مستوى جيد لكن الأسعار مرتفعة جداً ولا تتناسب مع طبيعة الجمهور والمعرض الذى يزوره ملايين المصريين من المحافظات والمدارس والجامعات فى محاولة لإحياء فكرة المهرجان الشعبى الثقافي.

 وإن كانت إيجارات الأماكن فى المعرض وكذلك صالات العرض غالية فى تكلفتها إلا أن هذا النظام والنظافة يغفر بعضاً من ذلك الجور على حق المواطن فى معرض للكتاب لا يرهقه ماديا لأن اسعار الكتب مرتفعة جداً وتجعلنا نترحم على مشروع القراءة للجميع ومكتبة الأسرة الذى كان مشروع دولة لإتاحة فرصة القراءة للجديد والقديم من خلال اعادة نشر التراث ومنح الشباب فرص الكتابة والنشر عبر أجهزة الدولة ووزارة الثقافة وهيئة الكتاب التى كانت منها هيئة تجهز وتعد للمعرض وأخرى للقراءة من الكتاب والخبراء والأكاديميين والاعلاميين الذين ليسوا مواطنين بالهيئة أو الوزارة... المعرض ينقسم إلى نشر وندوات وعروض فنية وترفيهية وتجمعات إنسانية ولكن ينقصه رفع الثقافة والفكر فى التواجد المستمر للأخوة المبدعين العرب أصحاب الرؤى والأفكار وكذلك المثقفين المصريين فى حوارات وندوات مفتوحة لمناقشة قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية بصورة وأسلوب حضاري.

فإن تمازج الخبرات والمعارف لا يعنى دعاوى التمرد أو الفوضى والكتاب هو وثيقة لعوالم وحيوات وخبرات متبادلة بين المبدع والجمهور والشعوب التى تقرأ هى الشعوب المتحضرة ومصر بالرغم من كل ما تعانيه مازالت أمة متحضرة متعطشة للفكر والثقافة والإبداع الحقيقي.

الكتاب هو الثورة الحقيقية من خلال التعليم والإعلام والثقافة إذا أردنا أن ننهض من كبوتنا ومن الفوضي.