رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ فترة طويلة لم أستخدم «مترو الأنفاق» فى تنقلاتى، والحقيقة أنه من أكثر وسائل النقل تحضرًا وسرعة وانضباطًا وإنجازًا فى عاصمة تخطى عدد سكانها 22 مليون نسمة، غير أنه قد لفت انتباهى بعض الملاحظات العابرة بعدما ركبت المترو من محطة « ميدان التحرير» وهو الميدان الذى يعتبر أيقونة الثورة منذ تسع سنوات فى فكر وعقل الشعب المصرى، سواء فى عام 2011 أو فى عام 2013 ما يعنينا هنا أن محطات المترو يمكن أن تتحول إلى لوحة فنية مبهرة تحكى تاريخ حضارة عمرها سبعة آلاف عام وتعكس بألوانها وتصميماتها الطابع القومى المصرى عبر العصور وتضاهى جمال محطات مترو موسكو ولندن التى مازالت تحتفظ برونقها رغم أنها أقدم بكثير من مصر التى دخلت عصر مترو الأنفاق فى الثمانينات، حيث افتتح الخط الإقليمى الأول عام 1987 ويربط بين منطقتى حلوان والمرج.

 وهنا دعونى أعرض اقتراحًا ربما يصادف اهتمامًا من المعنيين فهل يمكن تحويل محطات مترو الأنفاق فى خطوط المترو المختلفة إلى متاحف صغيرة تروى حكاية حضارة المصريين؟ على أن تشكل لجنة لدراسة وتنفيذ هذا الاقتراح من وزارات الثقافة والسياحة والآثار والنقل وكليات الفنون، حيث تصبح رحلة مترو الأنفاق جولة أيضًا فى تاريخ مصر!

نعود إلى الملاحظات التى استرعت انتباهى فمن المظاهر المرفوضة بمرفق المترو انتشار المتسولين والباعة الجائلين رغم وجود شرطة مرافق متخصصة للمترو، ولاحظت كذلك غيابًا نسبيًا لأخلاقيات المصريين إلى حد ما داخل عربات المترو عندما يقف كبار السن والسيدات بينما يصر بعض الشباب على احتلال المقاعد ! كما يجب أن نهتم أكثر بنظافة المحطات وزيادة عدد السلالم الكهربائية المؤدية إلى خارجها.

ورغم كل هذه النقائص التى من السهل التخلص منها سيظل مترو الأنفاق وسيلة انتقال عصرية وراقية وفى متناول الجميع ونحتاج فقط اهتمامًا ببعض التفاصيل الصغيرة وانا واثق فى قدرة الوزير النشيط كامل الوزير على تحسين شكل وخدمات مترو الأنفاق وامتداد هذا المرفق إلى المدن الجديدة واحسب أنها فعلا فى مخططه.

على أى حال عندما صعدت درجات سلم محطة التحرير أو السادات من جهة الجامعة العربية، متوجهًا إلى جراج التحرير هالنى منظر القمامة المتراكمة والمتناثرة وعدم النظافة أمام مبنى الجامعة العربية الذى يردتاه يوميًا ضيوف عرب وأجانب.

وكلمة أخيرة أو عتاب أوجهها للسيد محافظ القاهرة أعلم أن هناك تطويرًا لميدان التحرير يجرى على قدم وساق لكن هذا لا يعطى مبررًا لعدم الاهتمام بنظافة المنطقة حتى ينتهى التطوير بالميدان، وهو كما أسلفت يعد رمزًا مهمًا ليس بالنسبة للمصريين فقط بل للعالم كله وأعتقد أن ميدان التحرير بعد اكتمال تطويره - شكلًا ومضمونًا - يمكن أن يصبح مقصدًا سياحيًا يستحق الزيارة بقلب القاهرة.

وقد اكتشفت مشكلة حقيقية فى رحلتى عبر « الميدان» أن البعض قد يفتقد الإحساس بأهمية اللمسات الأخيرة التى فى مدن آخرى تضفى تغييًرا ايجابيًا لتجميل الواقع حيث زرت مدنًا عربية وأجنبية عديدة مثل دبى وبرشلونة وتونس وموسكو ووجدت فيها اهتمام المواطن قبل الأجهزة المحلية باللمسات الأخيرة فى مشروعات النظافة والتجميل!