رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

 

ونحن فى استقبال الأيام الأولى من عام 2020 أعاده الله علينا بالخير، يجب أن نتأهل نفسيًا لاستقباله، بداية تعلمت خلال السنة الماضية الكثير، الذى جعلنى أستقبل عام 2020 بكل تفاؤل وسعادة وأمل، فقد أدركت جيدًا أن كل شيء يحدث لسبب من المسبب وهو الله سبحانه وتعالى فلا شيء يُسمى مصادفة كما نعتقد أو ما نصادفهم خلال رحلة حياتنا عبث بل كل شيء يحدث معنا لحكمة إلهية، فحياتنا تدور حول الغلام والجدار والسفينة، ومشاعرنا تدور بين كيف نصبر على ما نحيط به خبرًا حتى ندرك حكمة الله فنقول ستجدنى يا الله صابرًا ولا أعصى لك أمرًا.

الكثير منّا تعرض لخذلان من أقرب الناس اليه أياً كانت نوع العلاقة، فمن يتمعن كتاب الله لن يفقد الأمل ويستقبل صدمات الحياة بنفس راضية ويتوقع غير المتوقع ويعرف النهاية من البداية، فقد نبأنا الله سبحانه وتعالى عن غدر اقرب الناس لسيدنا يوسف عليه السلام وهم إخوته! لذا يجب أن نؤمن بأن الله خلقنا من اجل رسالة فكل واحد منّا له رسالة فى الدنيا وما نحن الا اسباب فى حياة بعضنا البعض، فما تعلمته من الحياة ألا يثق الانسان بسرعة ولا يحكم على أحد أيضًا من موقف واحد، والقلوب بيد الله فلا تعص الله فيمن تحب فقلب من تحب بيد من تعصيه! كما أن لقاءنا بالأشخاص ليس مصادفة، فهو جزء من خطة الله الرائعة لحياتك، حتى من ظننت انه جرحك او خذلك ستعلم مع مرور الوقت أنه كان السبب الرئيسى لنضجك وبناء جزء هام من شخصيتك، كما أن الله احيانًا يريد أن يذيقك مُر التعلق بالاشخاص لتعلم ألا تتعلق بأحد غير الله، ولا تقلق ممن تظنهم أعداءك فستعلم مع الوقت ان الله يسخرهم لخدمتك كما سخر لسيدنا يوسف اخوته ليصبح عزيز مصر!

لا تُجبر نفسك على أحدهم، فمن أرادك يعرف جيدًا كيف يأتى، ويعرف جيدًا كيف يحافظ عليك، لا توهم نفسك بالحجج الفارغة او ما يسميه البعض بالظروف، كن واقعياً مع الناس وخيالياً إن أحببت مع نفسك، فالمكان الذى تراه غير ملائم لك اتركه، والاشخاص الذين تراهم غير مرحبين بك أيضًا اتركهم، فتعلم جيدًا كيف تصبح غنياً أى تعلم الاستغناء، فالغنى الحقيقى هو غنى النفس.

أدرك جيدًا ان الحقيقة دائمًا أغرب من الخيال، فلا تُركز كثيرًا فى بعض الأمور والمواقف والأشخاص، فليس ما تراه ظاهرًا هو الحقيقة بل الحقيقة أبعد مما تتخيل، فإن تعمقت وحللت كل شيء ستصل حتمًا الى الحقيقة التى أغرب من الخيال،لا تنظر الى حياة أحدهم وتتمنى ان تأخذ مكانه، فلو ارادت ذلك فلا تأخذ ما تراه جميلاً فى حياته بل عش أيضًا ما عاشه من الصعاب الخافية عنك فأنت تنظر لحياة الاشخاص من الظاهر وما خفى كان أعظم!

وأخيرًا أحب نفسك لأنها الوحيدة الباقية معك وهى الوحيدة التى تستحق الحب، ولا تجبر أحدهم على حبك، والحب موجود ولكن ابحث عنه فى قلوب تخشى الله، ومن لا يقدر حبك لا يستحقك، وتذكر شيئًا هامًا أن السعادة الحقيقية تُكمن فى الأشياء البسيطة، فاستمتع بكل لحظة فى حياتك وأسعد نفسك بأبسط الأشياء وحاول ان تسعد نفسك بنفسك فأنت تملك جميع أدوات واساليب السعادة بداخلك أنت، فابحث عنها، وتجاهل كل ما يعكر صفو حياتك من أشخاص وأحداث ومواقف.

كلية الحقوق جامعة الإسكندرية

[email protected] com