رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

مازلت أذكر تلك المحاضرة المسربة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون.. وهى تصف كيف حجمت أمريكا النفوذ السوفيتى فى وسط آسيا.. قالت: كان علينا إنفاق مليارات الدولارات، والدخول فى مواجهة غير آمنة العواقب لطرد الاتحاد السوفيتى من هناك.. قررنا التوقف.. إلى أن جاءت الفكرة العبقرية.. «الجهاد».. تمكنا من استغلال بعض أصحاب الذقون المجنونة فى تجنيد آلاف الشباب المسلم لقتال الاتحاد السوفيتى بأفغانستان بدلا من أبنائنا.. وعلينا فقط التوجيه عن بعد.. نجحت الخطة.. واستطعنا طرد السوفيت.. دون خسائر.. ولم ننفق أكثر من عدة ملايين لتسليح ونقل الإرهابيين.. وعندما طالبتنا باكستان بتخليصها من المقاتلين.. قلنا لهم هذا تعصبكم ودينكم ومشاكلكم وعليكم حلها بأنفسكم.

 مازالت تلك الكلمات الماكرة تمر بذهنى ممزوجة بصرخات الحناجر على المنابر.. وحرق أعصاب ومشاعر المسلمين لشحنهم للقتال فى جبال أفغانستان «من أجل أمريكا».

وهكذا فهمت أجهزة المخابرات الغربية.. كيف تحرك الشعوب المسلمة.. وكيف تعزف على وتر الجهاد.. وتنمى العصبية العمياء فيها.

وأرى المشهد يتجدد مع الدعاية الموجهة عبر الانترنت لمقاطعة الصين.. وافتعال «لطمية» الإيجور.. لابتزاز مشاعر المسلمين.. وأول ما خطر فى ذهنى أن الصين تهديد مباشر لعرش أمريكا.. ويبدو أنها أرادت استنساخ معركتها مع السوفيت فى مواجهة الصين.

أهم ما لاحظته فى تلك الحملة.. أنها تحمل نفس البصمة الخبيثة.. الهدف، دولة فى مواجهة مع أمريكا.. التمويل، عربي.. والوسيط جماعات ضالة.. والأداة قطعان من الخراف تحولت لذباب إلكتروني.. والوقود شعوب ملتهبة المشاعر.. والمناحة تبدأ دوما من عند الخادم والأغا العثمانلي.. والدعم من دويلة الكراهية وإعلامها الصهيوني.

والغريب أيضا فى عمليات التعبئة الخبيثة للمشاعر الإسلامية.. أنها دوما ما تلقى أرضا خصبة بلا عقل أو أذن.. وكأنه عقل لا يستوعب إلا أمرا واحدا لمرة واحدة فقط.. وأذن لا تسمع إلا الأكاذيب، وتأبى تمرير الحقائق.

الخارجية الصينية وسفاراتها أعلنت فى كل بقاع الأرض كذب تلك المنشورات.. وأوضحوا أن الصور والمواد المنشورة تمثيلية وقديمة ولا علاقة لها بالإيجور.. ووجهت حكومة الصين الدعوة لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب لزيارة إقليم «شينجيانغ» والتأكد من أوضاع المسلمين هناك بنفسه.. ولو كان فى الأمر شىء لما عرضوا ذلك.

وبالطبع لا أعنى بهذا الحديث الدفاع عن الصين كدولة.. لكنى أدافع عن العقل العربى الذى بات مزحة الشعوب والأمم.. وأنبه لصفعة تلقتها شعوب بأكملها لأكثر من 10 مرات على «سهوة»، وما زالت على استعداد لتلقيها مرات ومرات.. وحتى إن كان هناك اضطهاد.. فليس هكذا تورد الإبل.. و«أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما».. فهذا ديننا يا أمة اقرأ!

[email protected]