رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قطاع كبير من علماء الدين الإسلامى سواء بالأزهر الشريف، أم غيره من المؤسسات الدينية الأخرى، قطعوا بأن أغلب المظاهر الدينية المتعارف عليها هذه الأيام، لا تنتمى للدين الإسلامى بصلة، ولا حتى بالسنة النبوية الشريفة، وإنما هى مجرد بدع وضلالة ابتدعها بعض السلف من غلاة التدين.

وما أعنيه فى هذا المقام، ذلك الزى النسائى الذى ترتديه قلة من سيدات مصر، والمعروف بالنقاب. هناك شبه إجماع من أئمة المسلمين على أن النقاب لا يمت للدين الإسلامى أو السنة النبوية الشريفة، وإنما هو مجرد عادة جاهلية ابتدعها حديثا أصحاب الفكر الوهابى الذى نشأ فى المملكة العربية السعودية، فقد ابتدعوا بأفكارهم الرجعية تلك العادة وغيرها من البدع الأخرى كحرمة التصوير والسينما والتلفاز وكل مباهج الحياة تقريبا، فهم يبنون فكرهم المتعصب على أساس ما كان عليه الحال عند بداية ظهور الإسلام، دون تفرقة بين ما كان من العادات العربية القديمة وما هو من الدين الإسلامى الحنيف.

مع الأسف الشديد، لقد تبنى الفكر الوهابى المتعصب أغلب السلفيين فى مصر وبعض الاخوان المسلمين، وبل وتزيدوا فى فكرهم المتعصب إلى حد فرض الجلباب القصير كزى للرجال، وكذا إطلاق اللحية، وإظهار الوشم على الجبين (الزبيبة) على اعتبار أن هذا المظهر هو الدليل على الصلاح والتقوى، فى حين أن إسلامنا الحنيف لا يعترف بالمظاهر الخداعة، فقد قال رسولنا الكريم (إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). ومع الأسف الشديد فهناك من ينخدع بتلك المظاهر الخداعة، وهناك أيضا بعض النصابين والدجالين ممن يستغل هذه المظاهر، للإيقاع بالبسطاء من شعب مصر، فكم من الجرائم تستر مرتكبوها وراء تلك العادات والبدع.

 إنى أحيى وزيرة الثقافة التى أمرت أخيرا بإلغاء قرار تعيين إحدى السيدات المنتقبات كرئيس لأحد قصور الثقافة بمدينة كفر الدوار بالبحيرة، لأنه يستحيل أن تتقبل هذه السيدة المنتقبة أو تسمح بمباشرة الفنون الشعبية بكافة أنواعها، كالغناء والتمثيل والرقص الشعبى، فأغلب تلك الفنون بالنسبة للمرأة المنتقبة على الأرجح تعتبر من المحرمات وبالتالى فكيف يتسنى لسيدة منتقبة أن تترأس قصرًا من قصور الثقافة، والتى تعمل على نشر الثقافة والفنون بكافة صورها وأنواعها كالموسيقى والغناء والرقص وما إلى ذلك.

وغنى عن البيان، فإننى لا أتفق مع الرأى القائل بأن ارتداء النقاب حرية شخصية، فالمفروض أن الحرية الشخصية مرتبطة أساسا بالقيود القانونية أى أن تكون الحرية فى حدود القانون وإلا أصبحت الحياة فوضى الكل يرتدى ما شاء أو يخلع ما شاء. فالحرية الشخصية ليست (سداح مداح)، وإنما هى مقيدة بالقانون، فلا يخفى على أحد أن هناك العديد من المجرمين ممن ارتدوا النقاب من اجل ارتكاب أبشع الجرائم، فهل من المعقول أن نترك لمثل هؤلاء المجرمين هذا الزى كوسيلة للتخفى وراءها من اجل ارتكاب جرائمهم ؟؟.... أعتقد لا.

ولا يفوتنى بهذه المناسبة أن أشيد بجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وولى عهده الأمير محمد بن سلمان اللذين بدآ بالفعل التحرر من قيود الفكر الوهابى المتعصب، فقاما بإلغاء جماعة الأمر بالمعروف، وكذا التحرر من القيود التى وضعتها على الشعب السعودى، فسمحا للمرأة بقيادة السيارة، كما سمحا بالاختلاط بين الرجال والنساء فى الحفلات ودور السينما، وأقاما المسارح، وسمحا لروادها من النساء والرجال والأطفال بالجلوس معا دون قيد. فتحية لحكام المملكة العربية السعودية وتحية لكل فكر متحرر عن جمود الوهابية وأشكالها من السلفية المتعصبة.

وتحيا مصر.