رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يَعرِفُ القارِئُ ما كانَ فِى حَياةِ «عَميدِ الأَدبِ العَربيِّ» مِن كِفاحٍ وجِهادٍ مُنذُ طُفولتِه؛ فظُروفُه لمْ تَكُنْ بِالمِثالِيةِ أبدًا، وبِخاصَّةٍ مَعَ حِرمانِهِ مِن نِعْمةِ البَصَر. وقَدْ حَكى فِى كِتابِه الشَّهيرِ «الأيَّام» كَيفَ كانَ إِصرارُه ودَأبُه فِى طَلبِ العِلمِ يَفُوقانِ أَقرانَه مِنَ المُبصِرِين...».. كانت تلك بعض ما كتب من سطور د. محمد حسن الزيات فى مقدمة كتابه الرائع «ما بعد الأيام» حول أيام تالية من عمر د. طه حسين.

وحول إحدى محطات العميد الإبداعية يذكر «د. الزيات» أنه فى صباح يوم من أيام الأسبوع الأخير من شهر فبراير عام ١٩٣٣ يقوم سكرتير الوفد المصرى، الأستاذ مكرم عبيد، بزيارة طه حسين فى منزله بالزمالك، يسأل عن أحواله وأحوال أسرته، ويتحدث عن أحوال البلاد، التى لا يزال صدقى باشا يجاهد لإخضاعها بالقوة والإرهاب.

ويقول طه حسين: «إن الذى يحاول إخضاع البلاد فى الحقيقة هم الإنجليز والسراى، وإن الشعب لا شك سيحقق لنفسه بكفاحه آخر الأمر ما يصمم على الوصول إليه من الاستقلال السياسى والحرية الاجتماعية..» وسكرتير الوفد يرد بأن هذا الكفاح يحتاج إلى تضافر جهود كل أبناء الشعب، وهذا يعنى أن على قادة الرأى والفكر أن يتحملوا نصيبهم فيه، ثم يقترح على طه حسين أن يشترك فى تحرير الصحيفة المسائية الناطقة عند ذاك باسم الوفد، وهى صحيفة كوكب الشرق، فيطلب طه حسين مهلة للتفكير. ويوشك طه حسين أن يعتذر، ولكن رئيس الوفد مصطفى النحاس باشا يقنعه بأن كفاح الشعب محتاج إلى جهاد كل مؤمن بحقه، فيقبل، وإنه ليعلم أنه بذلك يتحمل عبئًا ليس بالخفيف.

ويخصص الأستاذ أحمد حافظ عوض صاحب جريدة «كوكب الشرق» صفحتها الأولى كلها مساء يوم ٥ مارس ١٩٣٣ لمقال يعلن فيه للشعب «حدثًا خطيرًا بالغ الأثر، وهو مشاركة طه حسين بقلمه الفياض فى الصحافة المصرية، وفى السياسة المصرية وفى الأزمة المصرية الحالية»، كما تنشر الجريدة فى نفس العدد رسالة واردة لها من رئيس الوفد المصرى مصطفى النحاس باشا يقول فيها إنه مغتبط باشتراك النابغة الكبير الدكتور طه حسين فى تحرير جريدة كوكب الشرق».

ويظهر أول مقال لطه حسين فى «كوكب الشرق» فى التاسع من مارس بعنوان «عهد»، يقول فيه: «إن خير ما يستطيع المصرى أن يقدمه لوطنه فى هذه الأيام إنما هو الإخلاص فى القول والعمل، والصدق فى الرأى، والمضاء فى العزم، والقوة على المقاومة، والاستعداد لاحتمال المكروه» ثم يعاهد الذين سيقرأونه على أنه: «سيكون من هذا كله بحيث يحبون».

[email protected]