رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلما حدثت حادثة أخلاقية فظيعة ومؤلمة تتصايح الأصوات ومن كل الطبقات والفئات المصرية ابحثوا عن الأخلاق؟ أين الأخلاق؟ لقد ضاعت الأخلاق؟ والتربية؟ وكانوا من قبل ذلك يصرخون أن الفساد الأخلاقى هو نتيجة نقص الدين فى المجتمع وعدم الرجوع إلى الله وإلى إسلامنا الصحيح وقد كان وتحجبت اغلب النساء حتى الفتيات الصغيرات وزينت الزبيبة جباه الرجال وطالت ذقونهم وقصرت جلابيبهم، ومع ذلك مازالت الجرائم البشعة والإنسانية ترتكب من الأطفال والشباب وطبعًا ينزعج منها المجتمع، ونصرخ جميعًا على وسائل التواصل الاجتماعى وشاشات التليفزيون مدة قصيرة ثم ينساها المجتمع ثم يفيق على جريمة أخرى أبشع وأقسى ويظل الجميع ينادى بالأخلاق والتربية، ولكن دون فائدة طالما لا يوجد تعليم ولا عدالة ولا أقصد بالتعليم المدارس و«الايباد»، بل أقصد التعليم الحقيقى حتى لو كان تحت شجرة بين معلم يحب مهنته ويخلص فيها ويتقاضى أجرًا يرضيه ويسد احتياجاته هو وعائلته ومناهج حقيقية تواكب العصر وليست كاذبة ولا مزورة،  ولم أقصد بالعدالة العدالة فى المحاكم بل العدالة فى الحياة والفرص المتكافئة فى التعليم الحقيقى الجاد والذى يمارس فيه الأطفال والشباب التفكير الحر، والصحة التى تعامل الفقير معاملة آدمية والمسكن الملائم والطعام الملائم الذى لا يسد جوع فقط بل يبنى ويقوى.

 وينسون أيضًا الذين يبحثون عن التربية فى الأسرة أن الأسرة لا تربى بمفردها، بل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى والشارع والأصدقاء والشيخ فى الجامع حتى المدرسة التى لا يحضرها الطفل ويعتمد تمامًا على المراكز والدروس الخصوصية كلهم يربون الطفل المصرى المسكين كل على هواه ونظرًا لأهدافه هو فى الحياة مما يجعل الطفل المصرى يتعرض يوميًا لتناقض حاد فى كل حياته ويحاصره الكذب وعدم العدالة وعدم التقدير. قبل أن تبحثوا عن الأخلاق والسلوك ابحثوا لأطفالنا عن شارع نظيف ومدرسة وتعليم جيد وإعلام صادق لا يجمل الواقع المرير والذى يعد ولا ينفذ، أنقذوا المجتمع قبل فوات الأوان بالتعليم والعدالة حتى يكون لديه أخلاق ورحمة وإنسانية.