عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

 

 

أنا الذى أوقفت هذا العرض!

اعتراف مدهش من صاحبه، ورغم أنه يتعلق بمسرحية من تأليف الشاعر فاروق جويدة وإخراج جلال الشرقاوي- وكنا قد سمعنا منه بمرارة أن هناك من يعطل خروج العرض إلى النور، وتحديداً وزير الثقافة وقتها حلمى النمنم - إلا أننا لم نقم حاجزاً بيننا وبينه وبين حديثه الهادئ الذى تدفق، مفنداً اعترافه الصادم!

أتحدث عن مدير المسرح القومى الفنان احمد شاكر عبداللطيف. قال لنا: أوقفت الاعداد لمسرحية هولاكو لأن ظروف العرض ليست مناسبة حالياً، ففيها إسقاطات نقدية شديدة لنظم عربية قد تزعجها، ولذا فقد يكون ملائماً أن يعرض هذا اللون المسرحى على غير خشبة المسرح القومى.

كنا قد التقينا الفنان جلال الشرقاوى فى مكتبه أنا وزملائى سليمان جودة وأحمد بكير وحمدى حمادة، وبثنا همومه وغضبه فى الحقيقة على تأجيل مسرحيته.وكان طبيعياً أن يكون فناناً مثل احمد شاكر فى خندق الداعم لتقديم العرض وليس إيقافه. ثم دار حديث آخر بيننا وبين شاكر حول نفس المسرحية، أثناء استراحة عرض «المتفائل»،بمشاركة سليمان جودة والفنانة الأردنية عبير عيسى وأنا، وأيضاً أمين عام الملتقى الإعلامى الكويتى ماضى الخميس.

والمفارقة المدهشة أن «الخميس» الذى أبدى اختلافه مع احمد شاكر، انطلاقاً من قاعدة أن المسرح وجهات نظر وأن من حق الفنان أن يطرح رؤاه بحرية وأن على الجمهور العربى أن يتقبل اختلاف الآراء.. لاقى هو نفسه نوعا من اختلاف الآراء بعد ذلك بأقل من اسبوعين، حينما أوسعه « هولاكو كويتى » ضربا أمام منزله، ثم اقتيد إلى مخفر اليرموك ليقضى ليلة سعيدة فى زنزانة، حتى جاء من يعتذر له فى اليوم التالى على هذا الخطأ الذى حدث معه ! اعترفوا له بأنه لم يكن هو المقصود!

شِدَة وأصبحت من الماضى يا ماضى، وكل هولاكو مصيره النقد المسرحى يوما ما. اختلفت مع ماضى الخميس ليلتها، وانحزت لتفسير احمد شاكر، فمصر بالتحديد بظروفها التى مرت بها منذ ثورة يناير، والهاوية الاقتصادية التى هددتها، ومحاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والدعم العربى لمصر، ماديا، ثم معنوياً، بعد سقوط الإخوان المجرمين، لا يجعل من «هولاكو» عرضاً مسرحياً مناسباً، يمكن أن يجد الشعب العربى -بعيدا عن حكامه- نفسه فيه،فبفضل دعم عربى أمكن لمصر أن تواجه الانهيار الاقتصادى وتقيم مشروعات عملاقة.

من جهة اخرى فإن الظرف العربى الراهن انعكاس لما جرت به مقادير الحروب التى اندلعت فى دول عربية كانت راسخة: سوريا،العراق، اليمن والسعودية وليبيا.كل هذه الدول لديها جرحى وقتلى - قد يكونون شهداء- بالآلاف.. ولايزال الحبل على الجرار. الحروب دائرة، والمجازر ترتكب بدم بارد، وفى النفوس غليان، فلا يستطيع عرض مسرحى أن يعبر عن وجيعة السوريين بعد كل هذا الدمار منذ فضيحة الجيش الحر وحتى مجازر أردوغان.أو عن السعوديين منذ اختطاف الحوثيين لليمن وصولا إلى ضرب آرامكو وجيزان بالطائرات المسيرة،فيما الايرانيون يتربصون! من لوجيعة الليبيين اليوم؟ هل يقبل مواطن من هذه الدول نقداً لبلاده أو حكامه ؟ رؤية احمد شاكر الهادئة الواثقة للظرف الراهن طمأنتنى، وطموحاته جعلتنى أحلم معه باستعادة أمجاد المسرح القومى، على أن هولاكو آلمنى بعدوانه على أمين عام الملتقى الإعلامى العربى!