رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

«عشقت روايات إحسان عبد القدوس أنا ومعظم أبناء وبنات جيلى، تنسمنا معها عطر الحرية وتذوقنا طعم الرومانسية وأيقظنا بها بريق الحلم والخيال فى أعماقنا»..

هكذا بدأت الكاتبة الإعلامية آمال عثمان كتابها البديع عن إحسان عبدالقدوس «عشق بلا ضفاف» من إصدارات مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى 2019م فى محاولة جادة من القائمين على المهرجان تأصيل وتوثيق رواد السينما والأدب المصرى فى مجموعة إصدارات سنوية تخرج بها إدارة المهرجان لتضاف إلى المكتبة المصرية والعربية بديلًا عن حضور النجوم والفنانين والضجة الإعلامية الفارغة أو المليئة بالأموال التسويقية والترويجية لمهرجانات أخرى.. كتاب آمال عثمان عن إحسان يعد وثيقة إعلامية ورؤية فكرية تعيد إصدار وقراءة هذا الكاتب الروائى الصحفى السينمائى السياسى من عدة أوجه ومن مختلف الجوانب بكتابة مختلفة فى منهجية العرض والبحث والتقرير. فقد قدمت الكاتبة الكاتب «إحسان» من خلال معظم إن لم يكن كل ما كتب عنه من قبل الكتاب والنقاد والصحفيين كل من وجهة نظر مختلفة ومتعددة الدوافع والطبقات، حيث الرأى والرأى الآخر والتناول الفنى والنقدى لأعماله سواء سلبًا أو إيجابًا وموقف العمل النقدى الأكاديمى من أعمال إحسان ودراستها دراسة جادة، حيث كان الفصل الخاص بإحسان فى عيونهم وأفلامهم من أهم الفصول بعد أن قدمه «نجيب محفوظ» كـ«قاسم أمين» الرواية العربية والمصرية فى جرأته وفى تحديه للعادات والتقاليد وحبه إلى الحرية وقدمه الناقد «رجاء النقاش» كسياسى محنك ومصلح اجتماعى واجه أربعة معارك أساسية فى حياته مع السفير البريطانى فى حادثه 4 فبراير 1942م وقضية طرح الأسلحة الفاسدة بعد حرب 1948م، ثم حين كتب عن الثورة وقال «جمعية سرية» فى 1954م وأخيرًا حربه مع المجتمع من حوله وكل ما يكبل ويقيد حرية الفرد، خاصة المرأة وما تعانى منه، بينما قدمه «شكرى غالي» ككاتب ليبرالى اشتراكى حر يواجه مجتمعات رأسمالية مكبلة بالقيود والتابوهات..

وأبدعت الكاتبة فى عرض سيرة إحسان من خلال كتاباته عن شخوص رواياته والذين يحملون بعضًا من ملامح شخصيته الأدبية والسياسية وأيضًا من خلال ما كتبه إحسان ذاته فى بعض مقالاته عن حياته وعن نشأته ولأن مهنة الصحفى هى شاغل الكاتبة فقد اعتمدت على المصادر الموثقة من روزاليوسف ومن المركز الكاثوليكى، بالإضافة إلى العديد من المراجع الصحفية والأدبية حتى تقدم تلك الصورة المتكاملة الأركان إلى حد يثير الدهشة والتعجب من كل ما أصاب هذا الصرح الفكرى فى مصر من تجاهل نقدى ومن إضطهاد وحبس سياسى ومن شعبية جارفة فى مجال السينما لأن إسم «إحسان» كان مرادفًا للمكسب الجماهيرى ولشباك التذاكر الذى فازت فيه معظم أعمال إحسان عبدالقدوس حين تحولت إلى السينما وتألقت نجمات ونجوم ومخرجين مع تلك الأفلام مثل «الوسادة الخالية» و«أنا حرة» و«الطريق المسدود» و«الخيط الرفيع» و«أبى فوق الشجرة» و«يا عزيزى كلنا لصوص» و«العذراء والشعر الأبيض» وغيرها من روائع وكلاسيكيات السينما المصرية والعربية.

الكتاب عمل إبداعى نقدى إعلامى موثق ويعد من أهم ما كتب عن «إحسان» فى المكتبة العربية لأن التعددية والزوايا المختلفة التى قدم من خلالها المبدع والروائى الثائر والصحفى المتمرد وذلك الغوص فى الدراما النفسية والبيئة المجتمعية والحالة السياسية التى نشأ فيها وأبدع جميعها تضيف إلى قراءة «إحسان» أبعادًا جديدة تقبل الرأى والرأى الآخر ويظل إحسان فارسًا للرومانسية الواقعية والحرية الإنسانية.