رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

نحتفل هذه الأيام بذكرى مرور 46 عاماً على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة 1973، وهى مناسبة لالتقاط  الأنفاس وأخذ العبر وبحث الدروس المستفادة، ومقارنة بأوضاع تلك الفترة بالأوضاع الحالية يمكن رصد العديد من الملاحظات التالية:

ـ فى أكتوبر 1973 كان العدو الرئيسى إسرائيل التى احتلت سيناء والضفة والجولان فى حرب 5 يونية 1967، وكان الهدف الرئيسى لحرب العبور فى 6 أكتوبر تحريك القضية ـ قضية السلام ـ وليس عبور سيناء بالكامل كما أشيع وقتها وقد جاء ذلك بعد فشل مفاوضات حافظ اسماعيل مستشار الرئيس السادات للأمن القومي مع وزير الخارجية الأمريكي هنرى كيسنجر، حيث ذهب اليه اسماعيل مرتين فى واشنطن لتحريك قضية السلام فى الشرق الأوسط، وأخبره كيسنجر صراحة فى آخر مرة ان اسرائيل ترفض الانسحاب تماماً من سيناء وتعتبر الضفة الشرقية لقناة السويس حدودها من الناحية الجنوبية كما أخبره أن ملف الشرق الأوسط يحتل المكان الأخير فى ملفات السياسة الخارجية الأمريكية وانه تسبقه ملفات الصين وفيتنام والهند وباكستان، وإذا أرادت مصر من أمريكا أن تقدم شيئاً لتحريك قضية السلام، فلابد أن تفعل القاهرة شيئاً لذا اتخذ السادات قراره بالحرب بعد عودة المستشار حافظ اسماعيل وفشل مباحثاته، اما الوضع الحالى فيبدو إجمالا أسوأ حالا، حيث  تواصل مصر تحديات البناء فى الداخل وتحديث البنية الأساسية بالكامل مع خوض حرب مفتوحة ضد الإرهاب فى سيناء والصحراء الغربية وتأمين الحدود الجنوبية، ناهيك عن اضطراب الأوضاع فى البحر المتوسط بسبب الأطماع التركية فى غاز البحر المتوسط بخلاف الأطماع الأثيوبية فى مياه النيل على حساب حصة مصر ببناء سد النهضة ورفض الانصياع للمطالب المصرية باطالة أمد ملء مياه سد النهضة مما يهدد ببوار ملايين الأفدنة فى مصر وبالتالى تحديات الدولة المصرية فى 2019 أخطر بكثير من تحدياتها فى 1973.

ـ فى أكتوبر 1973 كان الاحتياطى فى البنك المركزى المصرى ضئيلاً للغاية ويكاد يكفى شهوراً قليلة وتغطية نفقات الحرب، فى حين أن الاحتياطى بالبنك المركزى الآن يصل الى 46 مليار دولار، وبالتالى فإن الوضع الاقتصادى الآن يبدو أفضل من 1973 رغم تعويم الجنيه والرفع التدريجى للدعم عن الكهرباء والغاز والبنزين، بخلاف جهود الدولة الهائلة لاصلاح وتحديث البنية التحتية.

ـ فى أكتوبر 1973 حقق الجيش المصرى معجزة العبور وتحطيم  خط بارليف والوصول الى الضفة الشرقية للقناة، كما كبد القوات الاسرائيلية خسائر فادحة أرغمت تل أبيب فيما بعد على قبول السلام وعودة سيناء كاملة الى السيادة المصرية وفى 2019 يبدو الجيش المصرى أفضل حالا حيث أصبح يحتل المركز العاشر ضمن اقوى الجيوش فى العالم والمركز الأول فى الشرق الأوسط وافريقيا وبالتالى فهو قادر على خوض حربين فى وقت واحد احداهما حرب نووية، كما يخوض فى ذات الوقت معركة البناء وتوفير الاحتياجات الرئيسية للمواطنين.. أهلاً بذكري  حرب أكتوبر 1973 التي تلهمنا القوة والإرادة لمواجهة تحديات الوطن الحالية.