حفنة كلام
منذ كنت طفلا كانت الخيول رمزا للشجاعة والفوارس وكان وصف الخيول بالقرآن الكريم وصفا يستهوينى، وأتخيل كيف كانت الفتوحات بالخيول.. فتوحات تلتهم امبراطوريات وممالك الفرس والروم.. حتى قرأت معلقة امرئ القيس وعنترة وقصيدة مالك بن الريب التميمى، فأما امرؤ القيس فقد اتخذ من وصف فرسه طريقا لوصف فروسيته وشجاعته (هو) وليس الفرس، وإذا كان بيته الشهير
مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطّه السيل من علِ
يصف فرسه في الكر والفر والإقبال والإدبار إنه ماهر ،لكن سر الوصف يكمن في كلمة « معا » فهو لسرعته وإتقانه يكر ويفر بسرعة لدرجة انك لا تفرق في حركة الفعليْن وكأنهما فعلٌ واحد في لحظة زمنية قصيرة أبانت عن مهارة هذا الفرس ومن ثم مهارة هذا الفارس وتفرده في التحكم بفرسه وتدريبه؛ لكن الأمر مع عنترة بن شداد مختلف فثمة علاقة طيبة بين الفارس عنترة وفرسه « الأدهم »
فازور من وقع القنا بلبانه .
وشكا إلىّ بعبرة وتحمحم
لو كان يدرى ما المحاورة اشتكى
ولكان لو علم الكلام مكلمي
هذا الحوار بينهما ينبئ عن مودة وصداقة بينهما؛ من هنا فإننى عندما اقترحت إقامة مهرجان للفروسية فى جامعة جنوب الوادى فإننى كنت أرى أن الفروسية تعلم الأخلاق والسمو والرحمة، فدعوة إلى جميع طلابنا وشبابنا للاهتمام بالفروسية ومرحبا بهم فى مهرجان الفروسية بجامعة جنوب الوادى فى اكتوبر القادم «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»
مختتم الكلام
قال بدر شاكر السياب:
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبد الألم