رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

كل المؤشرات تكاد تجزم بأن تركيا مقبلة على مرحلة عنوانها أفول مرحلة أردوغان الذى كان من أهم الرؤساء الأتراك تأثيرًا بعد مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية. أسباب أفول مرحلة الشيطان أردوغان كثيرة ومعروفة، بدءًا بتأثيراته السلبية فى هوية الجمهورية التركية، ولكونه نسى نفسه وسكنه الغرور القاتل فخيل له معه أنه بات الامبراطور المتحكم وحده فى الدولة. بل تمادى فى غيه وتطلع إلى تنصيب نفسه امبراطورًا لدولة الخلافة، فعمد إلى التدخل عنوة فى الشأن الداخلى لدول الجوار كسوريا التى لن ينسى له التاريخ تآمره عليها، حيث كان له النصيب الأكبر فى محاولة تدميرها. لقد حلم أردوغان بالتوسع على حساب الأرض السورية، فعمد إلى احتلال شمال سوريا عبر إنشاء منطقة آمنة يكون هو المتحكم فيها والمهيمن عليها.

اتبع أردوغان الشيطان سياسة الإقصاء فوجدناه يحيل رفيق دربه «أحمد داوود أوغلو» إلى لجنة تأديبية تمهيدًا لفصله من حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم، وشرع فى اتخاذ إجراءات من شأنها أن توصل أوغلو إلى السجن، رغم أن أوغلو من أبرز شخصيات حزب العدالة والتنمية، فهو الذى تقلد مناصب حزبية وحكومية عديدة ومنها الخارجية ورئاسة الوزراء والتى غادرها عام 2016. لقد غضب أردوغان عندما خرج أوغلو فى مقابلة مطولة قال فيها إنه لن يلتزم الصمت بعد اليوم بشأن ما يعتبره أوجه قصور فى حزب العدالة والتنمية، وأن الحزب انحرف عن أهدافه. كما أن أوغلو حمل على أردوغان الطعن الذى وجهه إزاء فوز مرشح حركة المعارضة لرئاسة بلدية إسطنبول بفارق ضئيل، وإصراره على إجراء انتخابات جديدة منى فيها مرشح الحزب فى يونيه الماضى بهزيمة نكراء. كما انتقد أوغلو القرار الذى صدر فى 19 أغسطس الماضى والذى قضى بإقالة رؤساء بلديات ثلاث مدن فى شرق البلاد «ديار بكر، وماردين، وفان» وجميعهم أعضاء فى حزب الشعب الديمقراطى المؤيد للأكراد، وذلك بتهم ارتباطهم بناشطين أكراد.

لقد تسبب أردوغان فى فتح الطريق للصراع السياسى فى الحزب نفسه، وهو الحزب الذى لم يستطع أى حزب سياسى تركى-  رغم عراقة بعضها- أن ينافسه بعد العام 2002 وهو التاريخ الذى شهد صعود حزب العدالة إلى السلطة. بيد أن الأمور تغيرت الآن واختلفت الصورة بعد أن دب الصراع السياسى فى صفوف حزب العدالة والتنمية، فخلال الأسابيع القليلة الماضية ظهر الخلاف الحاد بين رفاق الأمس من رموز وزعماء الحزب لتدخل إلى دائرة الصراع، ونجم عن ذلك ظهور مؤشرات واضحة على ولادة حزبين سياسيين جديدين بزعامة قادة سابقين فى حزب العدالة والتنمية يتصدرهم رئيس الوزراء السابق «أحمد داوود أوغلو» ، والرئيس التركى السابق «عبدالله جول»، «وعلى بابا جان» والذى كان قد تسلم وزارتى الاقتصاد والخارجية قبل أن يصبح نائبًا لرئيس الوزراء حتى عام 2015. والذى بادر وأعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية فى مطلع يوليو الماضى بسبب التباينات العميقة فى الحزب والحاجة إلى رؤية جديدة، ولهذا فهو يحضر نفسه لحزب سياسى جديد فى الخريف المقبل وسيكون على الأرجح الحزب الذى سينضم إليه الرئيس السابق عبدالله جول ورئيس الوزرارء السابق داوود أوغلو. وللحديث بقية.....