لله والوطن
قطر قررت السماح لتركيا بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة.. ومن قبلها تحملت التكلفة الكاملة لتوسيع قاعدة العديد الأمريكية المتمركزة فوق أراضيها وعلى الخليج العربى.. لم تعد مثل هذه المعلومات تشكل مادة إخبارية بالنسبة لنا.. ولم نعد نحتاج لمثل هذه الأخبار لإثبات تآمر حكام الدوحة ليس فقط ضد شعوب المنطقة العربية بأكملها لصالح القوى الإمبريالية والصهيونية.. ولكن أيضًا ضد الشعب القطرى المغلوب على أمره الذى فقد سيادته ـ فعلياً ـ على أرض وطنه فى ظل حكامه الذين فتحوا الأرض القطرية مشاعاً.. وسداحاً مداحاً أمام كل جيوش الاستعمار.. ظناً منهم أنهم يضمنون الحماية لعروشهم الهشة ولدولتهم الضعيفة المتهافتة.
أيضاً
تأتى هذه الخطوة كاشفة لعلاقة تنظيم الإخوان الإرهابى بمحور الشر القطرى التركى الإيرانى.. ولتعكس الطبيعة التآمرية والانتهازية للتنظيم.. التى تعيد تأكيد ما هو معلوم عنه من طبيعة سياسية.. غير دينية.. وأنه ليس مؤسسة دعوية حسبما يشيعون.. بل هم متاجرون بالدين لأغراض سياسية.. كما تعكس هذه العلاقة كذب الإخوان وتناقض أفعالهم بين ما يرتكبونه من جرائم إرهابية وما يزعمونه من تسامح و«سلمية» ونبذ للعنف والتعصب والتناحر المذهبى البغيض.
< فى="">
نظمت مؤسسة شيعية إيرانية لقاء مغلقًا جمع بين بعض رموز الإخوان وقيادات إيرانية.. تحت ستار ما يسمى «منتدى الوحدة الإسلامية».. وخلال المؤتمر مارس رموز الإخوان أكاذيبهم المعهودة.. وألقوا بكلماتهم المخادعة حول «نبذهم التعصب لأى مذهب دينى» وتحميلهم تنظيم «داعش» مسئولية الإرهاب.. بينما كان الهدف الخفى من هذه اللقاءات ـ وفقاً للمعلومات الأمنية التى كشفتها أجهزة سيادية مصرية.. هو بحث سبل إقامة تحالف استراتيجى بين الإخوان والنظام الإيرانى.. فى إطار تحركهم التآمرى على استقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ودول الخليج العربية ومصر بشكل خاص.. الذى يتحالفون فيه مع أعتى تنظيمات الإرهاب.. مثل «داعش» وحركة «حسم» الإرهابية المسئولة عن جميع جرائم الإرهاب الخسيسة التى وقعت فى مصر.
< هناك="" طرف="">
فى هذه العلاقة التآمرية.. كان غائبًا حاضراً.. هو النظام القطرى الحليف لطهران.. التابع لها والمنقاد وراءها.. وهو التحالف الذى يستقوى به الحاكم القطرى «القزم» الذى يظن أنه من هذه العلاقة تتحقق له الحماية على خلفية شعوره الدائم بالضآلة والدونية بسبب صغر حجم دويلته الجغرافى والسياسى.. كما يغذى تحالفه مع طهران طموحه الجامح بلعب دور إقليمى يفوق بكثير إمكانيات هذه الدويلة ومكانتها «الواطية».
وليس سراً أن الأتراك هم الطرف الثالث الخفى فى العلاقة المشبوهة بين نظام الدوحة وتنظيم الإخوان.. وخاصة بعد أن فتح الحاكم القطرى أبواب أراضيه لجحافل الجيش التركى.. وهو أيضًا لم يعد ينكر هذه العلاقة.. بدليل مساندته العلنية والصريحة لنظام أردوغان فى أزمته مع الولايات المتحدة.. والدعم المادى الكبير الذى ضخته الدوحة فى شرايين خزائن المال التركية لإنقاذ اقتصادها من الانهيار.. بعد أن انهارت بالفعل عملتها المحلية أمام الضغوط الأمريكية.
كما أنه من الثابت والمؤكد أن تركيا تشارك قطر فى دعم ورعاية الإخوان وفتح أراضيها لهم كمأوى آمن.. وتسخر لهم كل الإمكانيات لإنشاء واستضافة قنواتهم الفضائية التى يتخذون منها منصات إطلاق لحملاتهم المسمومة ضد مصر تحديداً.
<>
التى يحكمها حزب «العدالة والتنمية» الإخوانى مصالح مباشرة بالطبع من تمكين الإخوان من الحكم والسلطة فى دول المنطقة.. إذ إن ولاء هذا الدول الواقعة تحت حكم الإخوان للدولة التركية سوف يمنح الأخيرة نفوذًا واسعًا يقربها من تخاريف وهلاوس استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية.. تلك التى تداعب رؤوس حكام أنقرة كبديل لفشلهم فى الانضمام إلى «جنة الاتحاد الأوروبى المنشودة».
لكن.. ليعلم الشعب القطرى الشقيق أنه هو وحده الذى سيدفع ثمن هذه الرهانات الطائشة لحكامه.. يوم يستيقظ هذا الشعب ليجد وطنه وقد أضحى «دويلة تحت الاحتلال».