رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

عشرات الخطوات كانت تفصل بين مبنى سفارة إيطاليا بحي جاردن سيتي في قلب القاهرة.. وبين موقع العمل الإرهابي الخسيس أمام معهد الأورام.. ولو استطاع الإرهابي سائق السيارة الملغومة الوصول الى السفارة لحدثت كارثة أخرى يعلم الله مدى ما كان يمكن أن تخلفه من خسائر وأضرار.. لكن ربنا ستر.. واضطر الإرهابي لمحاولة الهروب في طريق عكسي ثم لتفجير السيارة قبل أن يصل الى هدفه.. بفضل رجل شرطة يقظ اشتبه فيه وكاد يمسك به.

•• هذه ليست معلومات

لكنه سيناريو بديل.. من الخيال.. مبني على فرضية موضوعية قائمة على تحليل عناصر المكان والزمان والظروف التاريخية المحيطة بالحادث.. وأخذا في الاعتبار بأن العلاقات المصرية الإيطالية ستظل مستهدفة بمحاولات التخريب والتدمير والتشويه.. من جانب محور الشر الذي يقوده سفاح إسطنبول الملعون أردوغان (كاره مصر والمصريين).. ومعه أذنابه وأزلامه من عصابات ومرتزقة تنظيم الإخوان الدولي الإرهابي.. وبمعاونة وأموال خائن الدوحة وطفل الصهاينة والأمريكان المدلل «تميم ابن أمه».

•• والحقيقة

أن موقف أردوغان ودولته من مصر تجاوز مرحلة عقدة الشعور بالكره والحقد.. وصولا الى حالة العداء المُعلن والسافر القريب الى الاستهداف العسكري.. وخاصة خلال السنوات الأخيرة التي تشهد توسع مصر في استكشاف واستغلال حقول الغاز العملاقة في شرق البحر المتوسط.. بالتعاون مع الشركات الإيطالية.. ونجاحها في تكوين تحالف استراتيجي واقتصادي يضم جميع دول منطقة شرق المتوسط باستثناء تركيا.. وبما في ذلك قبرص واليونان اللتان تشكلان مع تركيا مثلث بؤرة نزاع تاريخي على السيادة والأرض ثم على مصادر الطاقة.

وجاء التحالف الثلاثي الذي وقعته مصر مع اليونان وقبرص نهاية عام 2017 في شكل آلية تعاون عسكري بين الدول الثلاث في مواجهة الأطماع والتحرشات التركية.. ليضع مصر في بؤرة هذا الصراع.. لكنه كان خيارا استراتيجيا تاريخيا بالنسبة للقيادة المصرية يفتح للدولة آفاق المستقبل والتنمية واستغلال ثرواتها الطبيعية التي ظلت مهملة لعقود طويلة «بفعل فاعل».

•• لذلك

يستشيط أردوغان ودولته غضبا من مصر.. ولا يتوانى عن فعل أي شيء لضرب هذا التحالف الاستراتيجي بين مصر وايطاليا من جانب.. ومصر واليونان وقبرص من جانب آخر.

وجاءت ذروة هذا الغضب فيما أقدمت عليه تركيا في فبراير 2019 عندما أطلقت أضخم مناورة عسكرية لأسطولها البحري في كل من البحرين المتوسط والأسود وبحر إيجة.. والتي سبقها إرسال أنقرة سفينة تنقيب عن البترول في منطقة شرق المتوسط.. في حماية سفن عسكرية.

وليس سرا أن مصر استطاعت أن توجه ردا قويا وحاسما للأتراك.. بتحريكها أسطولها البحري الذي يضم حاملة الطائرات «الميسترال» في المتوسط.. تفعيلا للاتفاق العسكري مع قبرص واليونان.. بالإضافة الى إجراء مناورات صاروخية ضخمة على شاطئ المتوسط.. في رسالة واضحة للأتراك بأن القاهرة أصبحت تمتلك «اليد الطولى» لحماية ثرواتها ومصالحها الاستراتيجية في مياهها الإقليمية.. وهو ما أجبر أردوغان ـ مرحليا ـ على التوقف عن مغامراته.. لكنه لم يتوقف عن تحركاته «السفلية» للإضرار بالمصالح المصرية.

•• مؤخرًا

كان هناك حدثان مهمان أثارا «الكلب التركي المسعور» من جديد.. أولهما في مارس الماضي عندما بدأت مصر في عرض مناقصات بيع الغاز الطبيعي التي اجتذبت الجانب الأوروبي ممثلا في إيطاليا التي توصف بأنها اللاعب الرئيسي ونقطة انطلاق توصيل الغاز المصري والقبرصي وباقي دول المنطقة الى أوروبا.. كما يعتبر المحللون مصر الآن مفتاح تصدير الغاز لأوروبا عن طريق إيطاليا.. كما أن أي دولة في المنطقة.. بما في ذلك اسرائيل ـ «لا تستطيع تصدير الغاز إلا عن طريق مصر.. بينما لا تمتلك تركيا البنية التحتية اللازمة لتصدير الغاز إلى أوروبا».

أما الحدث الثاني.. فقد تمثل في الاجتماعات التي شهدتها القاهرة أواخر يوليو الماضي في إطار تأسيسي وتفعيل «منتدى غاز شرق المتوسط» الذي انطلق بمبادرة مصرية.. ويضم 7 دول أعضاء ليست من بينها تركيا.. وهي قبرص واليونان والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا.. الى جانب مصر.. وهذا المنتدى يأتي تأسيسه واستضافة القاهرة لمقره تأكيدا على دور مصر الفاعل كلاعب رئيسى فى صناعة الغاز الطبيعي فى المنطقة.. على عكس رغبة وطموح الدولة التركية ورئيسها المستغرق في وهم عودة «إمبراطورية العثمانيين».

•• من هنا نقول:

إننا لا نستبعد وجود الأصابع التركية.. ليس فقط وراء حادث معهد الأورام.. ولكن أيضا وراء أي عمل تخريبي خسيس تتعرض له مصر.