رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التاريخ يثبت يوميا أنه لايمكن الاعتماد على ديمقراطية الأوروبيين؛ وهناك قول شعبى مأثور «راحت السكرة وجاءت الفكرة»؛ نعود إلى الاحتكام إليه عندما تبيضّ وجوه وتسودّ أخرى؛ عندما ينقلب السحر على الساحر وينكشف رياء مدعى الإنسانية بعد حين.

إنه قول ينطبق على كل الوعود الكاذبة وعدم التبصر بالأمور، وعلى التهور فى البدايات وعدم تقدير النهايات.

وهذا ما نراه دوماً فى حكايات الديمقراطية الغربية؛ راحت «سكرة» الوعود وجاءت «فكرة» تنفيذ العهود. راحت «سكرة» الشعارات والبيانات وإغداق الوعود، وجاءت «فكرة» المسئوليات وتسديد الاستحقاقات؛ وخاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل الشرق الأوسط وأناسه؛ فتلك الدول التى تغنت فيما بينها من أيام باحتواء المهاجرين السوريين بدأت تعلن تذمرها وبكل قوة؛ لأن الأمر أكبر من احتمالها؛ وبالأخص ألمانيا؛ التى صار من المألوف ألا تتعدى نسبة الألمان فى الشوارع العامة ومراكز المدن الرئيسية نسبة العشرة بالمائة، مقارنة مع إعداد اللاجئين التائهين فى شوارعها.

هذه النسبة، تفضح الحكومة الألمانية التى رحبت بتدفق اللاجئين إليها دون أن يكون لديهم مخطط واضح لكيفية استيعابهم ودمجهم بمشاريع الاندماج الأوروبية، لذلك بدأت الإدارة الألمانية تتعامل بارتجالية مع اللاجئين ولا تفيدها كل النوايا الطيبة المعلنة بإيجاد حل يرضيهم، فهم لم يقصدوا ألمانيا ليقضوا شهوراً أو ربما سنوات فى مخيمات تشرف على تأمين الأساسيات فقط لهم من أماكن للإقامة وغذاء.

فأوضاع اللاجئين فى المخيمات الألمانية لا تختلف كثيراً عن المخيمات التى كانوا يعيشون فيها فى دول الجوار. وأنجيلا ميركل كغيرها من زعماء «الشو السياسىى» تنصلت من مسئوليتها عن هذه الأزمة الإنسانية من خلال التحجج بأن اللاجئين الذين قصدوا بلادها من دول البلقان تسببوا فى خلق أزمة ومنعوهم من تلقى الرعاية المناسبة، هذا التبرير وحسب لاجئين سوريين لا يعوض مستقبل أطفالهم الذى ضاع فى الوهم الذى اصطنعته ميركل لهم.

وليس هذا بغريب على أوروبا، فالجميع يعلم أن الأوروبيين أنفسهم تراجعوا فيما يخصهم أنفسهم بما سمى اتفاقية شنجن وهى الخطة التى هدفت للتخلص من الحدود المشتركة فى أوروبا، فبعد ثلاثين عامًا، بات من الواضح أن الاتفاق كان له العديد من العواقب؛ ويواجه الآن انتقادات شديدة. فقد انسحبت كل من بريطانيا وأيرلندا من الاتفاق فى بدايته.