رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

 

شوارع القاهرة - حاليا - مرآة واضحة جلية لحالنا، اختفى الرصيف كما اختفت الأخلاق، وتاهت معالمها كما تاهت بوصلتنا، وتزاحمت لدرجة الالتصاق كما تزاحمت علينا الذكريات التى نعود إليها - كثيرا - حنينا إلى الزمن الجميل.

لكى تمشى فى أى شارع - سليما - لابد أن تقلد لاعب السيرك وتتوقع دائما خطأ الغير، تنظر فى الجهات الأربع، وربما تحلق فى السماء، لأن هناك توكتوك عن يمينك وما أدراك ما «التوك توك» يسير منفردا فى جميع انحاء الشارع، مختبرا مهارتك فى العدو والركض والمراوغة والقدرة الفائقة على الإفلات من قدرك المحتوم، فإذا أعانك الله عليه، فلن تسلم من الضجيج الذى يصم الآذان بفضل مكبرات الصوت العملاقة القابعة فى أحضانه، حاملة معها مجموعة من الأصوات وأحدث ما يسمى- زورا وبهتانا - أغان تحكى حكايات المدمنين والخارجين عن القانون وقصص الخيانات، وترسم صورة خارجة عن النص لجيل الشباب، فاذا ابديت أى نوع من الاعتراض خرج لك من داخل «التوكتوك» طفل - بحكم السن - «بلطجى» بحكم الواقع، ليفتح عليك نيران جهنم قبل أن يخلصك منه أحد الأشخاص.

وعن شمالك ستجد الرصيف مختفيا تماما تحت كمية هائلة من البضائع التى إما تتبع المحل الذى يقبع وراءها، أو بائعا جائلا احتله حتى إشعار آخر.

ومن ورائك سيارات متنوعة، شرعية وغير أى بلوحات وبدون، تحثك على السير ملتزما بعشوائيتها، ولا يسلم الأمر من «حكة» أو «لطشة» أو كلام بذيء على أقل تقدير.

ومن أمامك جيوش جرارة من المارة على غير هدى، ما بين «متسكع» ومتفرج على لا شىء، فاذا حاولت الاستئذان بكل لطف وأدب لكى تسير بجانبه، أو تتخطاه انطلق فيك بوابل من الشتائم والسباب واتهمك بأنك - فاضى - وليس وراءك شيء تفعله فلماذا الاستعجال؟.

وعلى جانبى الشارع السادة أصحاب المحلات بعد أن افترشوا ضعفى المساحة أمام محلاتهم، أخرجوا مكبرات الصوت الجهنمية بأصوات هى نفسها التى تصدر من «التكاتك»، ولا مانع من وقوف بعض العمال يرددون ما يسمعون أو ينادون على بضائعهم، فإذا أرادوا قسطا من راحة حناجرهم قاموا برش الشارع بالمياه العذبة، بطريقة توحى بهطول الأمطار الغزيرة.

أين حقوق المواطن فى الطريق، وإلى أين يذهب المرضى والطلاب، بعد أن أصبحت شوارعنا أشبه بساحات الحرب، ولكن للأسف الكل خاسر فى هذه المعركة العبثية.

 

 

[email protected]